السعودية تتجاوز سنغافورة لأول مرة في ضخ رأس المال الجريء بالأسواق الناشئة

في إنجاز يُعدّ الأول من نوعه، نجحت السعودية في تخطّي سنغافورة من حيث حجم تمويل رأس المال الجريء ضمن الأسواق الناشئة المشمولة في تقرير ماغنيت «MAGNiTT» للربع الأول من عام 2025، لتصبح الوجهة الأكثر تمويلاً بين دول الأسواق الناشئة المدروسة.
رغم أن سنغافورة لا تزال تتصدر قائمة الدول من حيث إجمالي التمويل في 2024 بقيمة 3.4 مليار دولار، إلا أنها سجلت انخفاضاً حاداً بنسبة 53 في المئة مقارنة بالعام السابق، وهو ما مهّد الطريق أمام السعودية للصعود السريع في بداية 2025.
وفي المقابل، سجّلت المملكة في عام 2024 إجمالي تمويلات بلغ 750 مليون دولار، لكنها حققت نمواً كبيراً في عدد الصفقات بنسبة 10 في المئة لتتفوق على دول أخرى في معدل التدفق الاستثماري، ما يشير إلى تحوّل نوعي في عمق النشاط الاستثماري داخل السوق السعودي.أشار التقرير أيضاً إلى أن الإمارات وفيتنام سجّلتا نمواً ثلاثي الرقم في حجم التمويل خلال الربع الأول من 2025، ما يعكس تسارع النشاط الاستثماري في المنطقة الممتدة بين الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.من حيث عدد الصفقات الاستثمارية، جاءت السعودية في المركز الثاني بعد الإمارات، حيث استحوذت على 132 صفقة استثمارية خلال عام 2023. ورغم أن هذا العدد يمثل انخفاضاً بنسبة 33 في المئة مقارنة بعام 2022، إلا أن المملكة حافظت على حضور قوي يعكس استمرار اهتمام المستثمرين بالشركات الناشئة السعودية. هذا التراجع في عدد الصفقات لا يعني بالضرورة ضعفاً، بل قد يشير إلى تحوّل في تركيز المستثمرين نحو صفقات أكبر حجماً وأكثر نضجاً، بدلًا من توزيع استثماراتهم على عدد كبير من المشاريع الصغيرة.ما تحقق في الربع الأول من 2025 يُظهر بوضوح كيف أن السعودية، بدعم من صناديق سيادية واستراتيجيات تحفيز الابتكار، بدأت تلعب دوراً مركزياً في إعادة رسم خريطة التمويل الجريء في الأسواق الناشئة. تجاوز المملكة لسنغافورة، التي تُعد أحد أعمدة الاستثمار في آسيا، ليس فقط مؤشراً على أداء استثنائي مؤقت، بل يُظهر تغيّراً هيكلياً في موقع المملكة على خارطة الاستثمار العالمي.ويُتوقع أن تستمر هذه الديناميكية مع زيادة التركيز على الشركات التقنية، وتسارع عمليات الخروج (exits) في السوق السعودي، والتي سجّلت تطوراً ملحوظاً وفقاً لتقرير ماغنيت.تجاوز السعودية لسنغافورة في تمويل رأس المال الجريء هو نقطة تحوّل مهمة في المسار الاستثماري للمنطقة. ومع النضج السريع للنظام البيئي للشركات الناشئة في المملكة، يبدو أن السوق المحلي يتهيأ ليكون مركزاً جاذباً لرأس المال والمواهب على مستوى الأسواق الناشئة في العالم.