صادرات أميركا من النفط في خطر والسبب سياسات ترامب

على الرغم من ارتفاع صادرات النفط الخام الأميركية خلال عام 2024، لتسجّل رقماً قياسياً جديداً لتتجاوز المتوسط ​​السنوي البالغ 4.1 مليون برميل يومياً، فإن عدداً من محللي قطاع النفط يتوقعون تأثر صادرات النفط الأميركية سلباً نتيجة سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، بلغت صادرات النفط الخام الأميركية رقماً قياسياً جديداً في عام 2024، حيث تجاوزت صادرات النفط الخام الأميركية عام 2024 الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2023، متجاوزة المتوسط ​​السنوي البالغ 4.1 مليون برميل يومياً.

وعلى رغم هذا الرقم القياسي الجديد، تباطأ نمو صادرات النفط الخام على أساس سنوي إلى 1% عام 2024، مقارنة بـ14% عام 2023 و21% عام 2022.
ويقول أرن لوهمان راسموسن، كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management، إن صادرات النفط الأميركية لم تتأثر بالرسوم الجمركية حتى الآن، «إلّا أنه قد لا تشتري الصين مثل الغاز الطبيعي المسال نتيجة للحرب التجارية المتبادلة، لذلك قد يكون التأثير طفيفاً على صادرات النفط الأميركية».وأضاف راسموسن أن انخفاض أسعار النفط العالمية خلال الفترة الحالية، سيؤدي إلى إبطاء الصادرات الأميركية ونمو الإنتاج الأميركي، ففي أحدث استطلاع لبنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، قال مُصنّعو النفط إنهم بحاجة إلى سعر برنت قريب من 70 دولاراً لكي تكون عمليات الحفر الجديدة مربحة».ويقول كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management، إن انخفاض أسعار النفط وارتفاع تكاليف التمويل بسبب اتساع فروق الائتمان لشركات الحفر الأميركية سيسهم في عدم طفرة إنتاج النفط الأميركي، ولن يكون هناك المزيد من عمليات الحفر خلال الفترة الحالية، إذ سيزيد استثمار المزيد من الشركات في قطاع النفط والغاز من الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة، لكن الأمر سيستغرق سنوات قبل أن تترسخ هذه الشركات.ويقول ديفيد جوربناز، المتخصص في أسواق النفط، ومحلل أسواق النفط في ICI، لـ«CNN الاقتصادية»، إنه على الرغم من تسجيل صادرات النفط الخام الأميركي رقماً قياسياً خلال العام الماضي، فإن معدل نمو الصادرات تباطأ إلى 1% فقط، منخفضاً من 15% عام 2023 وأكثر من 20% عام 2022، إذ يرجع هذا التباطؤ بشكلٍ رئيسي إلى ضعف الطلب من المشترين الرئيسيين مثل الصين، واشتداد المنافسة في الأسواق الآسيوية من الخام الروسي والفنزويلي والإيراني.وأضاف جوربناز، أنه من المرجّح أن يُلقي إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة، إلى جانب فرض تعريفات جمركية جديدة وتوترات تجارية أوسع نطاقاً، لا سيما مع الصين، بظلالها الثقيلة على صادرات النفط الأميركية، حيث إن التعريفات الجمركية الانتقامية وتباطؤ النشاط الاقتصادي في وجهات التصدير الرئيسية يُقللان الطلب العالمي على النفط، ما يجعل الخام الأميركي أقل تنافسية وجاذبية على الصعيد الدولي، ما لم تُفرض قيود إضافية على صادرات المنتجين الخاضعين للعقوبات، مثل روسيا وفنزويلا وإيران، سيواجه المصدرون الأميركيون صعوبة في الحفاظ على حصتهم السوقية».ويقول المتخصص في أسواق النفط، ومحلل أسواق النفط في ICI، إن انخفاض أسعار النفط العالمية خلال الفترة الحالية وانخفاض سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل سيزيد من تعقيد التوقعات، إذ ستتقلص هوامش ربح العديد من منتجي النفط الصخري الأميركيين، ما قد يؤدي ضعف الأسعار فترات طويلة إلى انخفاض عمليات الحفر وضغوط مالية وعمليات دمج، ما يُقيد أحجام الصادرات المستقبلية».وأضاف جوربناز، أنه من المرجّح أن تنخفض صادرات النفط الأميركية أو تشهد ركوداً على المدى القريب، حيث ستؤدي التوترات التجارية وانخفاض الأسعار وتزايد المنافسة العالمية إلى انخفاض الطلب الدولي على النفط الأميركي ما لم تُحدّ الاضطرابات الجيوسياسية بشكلٍ كبير من إمدادات المنافسين، فمن المتوقع أن تُحوّل سياسات ترامب سوق النفط الأميركي نحو الداخل، معطية الأولوية للاستهلاك المحلي على نمو الصادرات.وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يصل إنتاج النفط الأميركي إلى أعلى مستوياته عند 14 مليون برميل يومياً خلال العام بعد المقبل، وأنه سيظل بالقرب من هذا المستوى إلى نهاية العقد الحالي على يتراجع بشكل سريع بعد ذلك.وفي تقريرها السنوي لتوقعات الطاقة، قالت الإدارة إن إنتاج النفط من الولايات المتحدة، التي تُعدُّ أكبر دولة منتجة للخام في العالم، سيتراجع ​​إلى نحو 11.3 مليون برميل يومياً خلال عام 2050، مقابل نحو 13.7 مليون برميل يومياً خلال العام الجاري.