إنفيديا تتكبد خسائر بـ5.5 مليار دولار بعد فرض قيود على تصدير رقائقها للصين

قالت شركة إنفيديا إنها ستتكبد خسارة مالية قدرها 5.5 مليار دولار بعد فرض واشنطن قيوداً جديدة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي H20 إلى الصين.
وقالت شركة إنفيديا في إفصاح يوم الثلاثاء إن الحكومة الأميركية أبلغتها الأسبوع الماضي بأن رقائق (H2O) ستتطلب الآن ترخيصاً خاصاً لتصديرها إلى الصين، التي شكلت 13 في المئة من مبيعات العام الماضي.

وقال الرئيس العالمي لأبحاث التكنولوجيا في شركة الخدمات المالية ويدبوش للأوراق المالية، دان آيفز، إن التأثير المالي ضئيل نسبياً، لكن القيود تُمثل «ضربة استراتيجية» لجهود إنفيديا لمواصلة جذب عملائها الصينيين. وفي مذكرة بحثية صدرت يوم الثلاثاء أضاف آيفز أن هذا الإفصاح يمثل إشارة واضحة إلى أن إنفيديا تواجه الآن قيوداً وعقبات هائلة في البيع للصين، إذ تعلم إدارة ترامب أن هناك رقاقة وشركة واحدة تُغذي ثورة الذكاء الاصطناعي، وهي إنفيديا.

قواعد تصدير جديدة

أكدت وزارة التجارة الأميركية يوم الثلاثاء أنها ستصدر متطلبات جديدة لتراخيص التصدير على الصادرات المتعلقة بالصين من رقائق H20 من شركة إنفيديا، ورقائق MI308 من شركة AMD الأميركية لتصنيع شرائح الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ما يعادلها. وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الأميركية إن الوزارة ملتزمة بالعمل بناءً على توجيهات الرئيس لحماية أمننا القومي والاقتصادي.وكان فرض إدارة ترامب للقيود على رقائق H20 متوقعاً على نطاق واسع، منذ أن هزّ نموذج R1 من ديب سيك الأسواق العالمية في وقت سابق من هذا العام، دعا المشرعون الأميركيون من كلا الحزبين إلى تشديد ضوابط تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي.وشهدت الصين طفرة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ حفّز كشف ديب سيك الاستثمار والضغط على الشركات الصينية لتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي. وارتفعت ثقة المستثمرين في قطاع التكنولوجيا في البلاد، ما أدى إلى ارتفاعات في أسهم الصين وهونغ كونغ.وقال لبرادي وانغ، المدير المساعد لشركة كونتربوينت إنه من المتوقع أن تتسع فجوة الأداء بين الرقائق الصينية ورقائق إنفيديا، وذلك بفضل نظام إنفيديا البيئي المتفوق ومزايا التصنيع، حتى مع إثبات صعود ديب سيك إمكانية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي عالية الأداء باستخدام أجهزة ذات مواصفات أقل.

المزيد من القيود التجارية مقبلة

مع تصاعد الحرب التجارية الشرسة بين الولايات المتحدة والصين، صرّح إيفز باحتمالية فرض المزيد من القيود.وقال إنه في حين أن أخبار إنفيديا مثيرة للقلق، إلا أنها ليست مفاجئة لأننا في خضم حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، ونتوقع المزيد من الضربات المتبادلة من الجانبين. وبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن في عام 2022، في الحد من بيع أشباه الموصلات المتقدمة من شركات تصنيع الرقائق مثل إنفيديا إلى الصين بسبب مخاوف من أنها قد تُشغّل جيشها.وتوسّعت الضوابط لاحقاً لتشمل قيوداً على مبيعات معدات تصنيع الرقائق، ورقائق الذاكرة عالية النطاق الترددي، والمنتجات المصنعة خارج الولايات المتحدة باستخدام التكنولوجيا الأميركية، وذلك للحد من التقدم التكنولوجي للصين.وتعرضت سلسلة القيود لانتقادات متكررة من عمالقة التكنولوجيا الأميركيين، وخاصةً شركة إنفيديا، التي تقول إنها ستقوض القدرة التنافسية للولايات المتحدة.وقال نيد فينكل، نائب رئيس الشؤون الحكومية في إنفيديا، في منشور على مدونة الشركة إن اعتماد الذكاء الاصطناعي في العالم يُغذي النمو ويخلق فرصاً للصناعات محلياً ودولياً، لكن القيود تُعرّض هذا التقدم العالمي للخطر وتهدد بعرقلة الابتكار والنمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.(جون ليو وآنا كوبان وجون توفيغي، CNN)