أمطار نهر الراين تغيث عمليات الشحن في ألمانيا بعد موجة جفاف شديدة
بعد أسابيع من الجفاف الذي خنق أحد أهم الشرايين التجارية في أوروبا، جاء المطر أخيراً ليمنح نهر الراين جرعة حياة طال انتظارها، إذ سمحت زيادة منسوب المياه بتحميل السفن بكميات أكبر من البضائع، رغم أن معظمها لا تزال تبحر بحمولات جزئية فقط.
ورغم هذا التحسن، لا تزال غالبية السفن تُبحر بحمولات جزئية، نتيجة بقاء المياه دون المستوى المثالي للملاحة الكاملة، لا سيما في المواقع الحساسة مثل كاوب، جنوب كولونيا ودوسلدورف.
في منطقة كاوب تحديداً، وهي واحدة من أهم نقاط الاختناق الملاحية، ارتفع منسوب المياه بشكل مكّن السفن من تحميل ما يصل إلى 1400 طن من البضائع اليوم، مقارنة بـ870 طناً فقط في نهاية الأسبوع الماضي، ما يُعد تطوراً ملموساً في كفاءة النقل.ورغم التحسن، لا تزال تكاليف الشحن مرتفعة، نظراً لأن انخفاض منسوب المياه خلال مارس آذار وأبريل نيسان أجبر شركات النقل على توزيع الشحنات عبر عدد أكبر من السفن، مع فرض رسوم إضافية على الشحنات لتعويض قلة الحمولة في كل سفينة.بلغت تكلفة شحن الحاويات من روتردام إلى كارلسروه نحو 90 يورو للطن اليوم، مقارنة بـ86 يورو في بداية الأسبوع، و46 يورو فقط في أوائل أبريل نيسان، و34 يورو أواخر مارس آذار، ما يعكس ضغوطاً متزايدة على مالكي البضائع.ويُعد نهر الراين شرياناً أساسياً لنقل السلع في أوروبا، بدءاً من الحبوب والمعادن والفحم، وصولاً إلى المنتجات النفطية مثل وقود التدفئة. وقد واجهت الشركات الألمانية صيف عام 2022 أزمة خانقة في الإمدادات وتباطؤاً في الإنتاج، بعد موجة جفاف شديدة أدت لانخفاض تاريخي في منسوب مياه النهر، وهو ما تسعى الشركات لتفاديه هذا العام عبر مراقبة الطقس والتكيّف مع تغيّر الظروف المناخية.( رويترز)