حرب الرسوم الجمركية ترفع أسعار طائرات بوينغ وإيرباص

حرب الرسوم الجمركية ترفع أسعار طائرات بوينغ وإيرباص

في السنوات الأخيرة، وبسبب اضطراب سلاسل التوريد الناجمة عن جائحة كورونا، ارتفعت أسعار الطائرات التجارية، وهي الآن على وشك الارتفاع أكثر مع تضرر بوينغ  وإيرباص من حرب الرسوم الجمركية التي أشعلها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وتواجه شركتا الطيران العملاقتان، الأميركية والأوروبية، ارتفاعاً في نفقات المواد الخام مثل التيتانيوم، ومدخلات الإنتاج، والطاقة، بالإضافة إلى ارتفاع رواتب العمال.لحل إضراب عمالي، وافقت بوينغ أواخر العام الماضي على عقد جديد مع نقابة عمال الماكينات في سياتل، ما أدى إلى رفع الأجور بنسبة 38 في المئة على مدى أربع سنوات.
وقبل أشهر قليلة، توصلت شركة سبيريت إيروسيستمز، وهي مورد رئيسي لكل من بوينغ وإيرباص، إلى اتفاق يتضمن زيادات مماثلة في الأجور.قال المدير الإداري لشركة الاستشارات «إيرو ديناميك»، ريتشارد أبو العافية، إن السلع التي تضخمت «بمعدل مرتفع للغاية» تشمل المسبوكات والمطروقات و«أي شيء مصنوع من التيتانيوم، خاصة بعد توقف الإمدادات الروسية تقريباً إلى الولايات المتحدة وأوروبا».يُقدر أبو العافية أن أسعار المواد والمعدات قد ارتفعت بنسبة 40 في المئة منذ عام 2021، هذا قبل فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على الفولاذ والألومنيوم، المستخدمين في الطائرات.وقال أبو العافية «من المفارقات أن المواد الخام لم تكن مشكلة، لكن دونالد ترامب مصمم على جعلها مشكلة».يتسارع التضخم في قطاع الطيران، وقال رئيس تحرير منصة إيركرافت فاليو نيوز، جون بيرسينوس «سيزداد الأمر سوءاً مع هذه الرسوم الجمركية المفروضة»، معقباً «هذه الرسوم كارثية».ويمكن للجيل الأحدث من الطائرات، مثل بوينغ 737 ماكس و787 دريملاينر وإيرباص A321neo، أن يفرض أسعاراً أعلى على المشترين بفضل انخفاض استهلاك للوقود.نظرياً لا ينعكس تأثير الرسوم الجمركية على تسعير الطائرات المُتفق عليه، حيث لم تُحدّث بوينغ قائمة أسعارها منذ عام 2023، بينما ظلت قائمة إيرباص على حالها منذ عام 2018، ولكن لا أحد يستخدم أسعار الكتالوج منذ زمن طويل، حيث يختلف السعر النهائي في كل عقد نتيجة اختلاف تكوين الطائرة وتفاصيلها.وأضاف الخبير الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن شركات الطيران غالباً ما تتفاوض على أسعار خدمات إضافية مثل دعم الطائرات أو التدريب عند تسليم الطائرات، ما يجعل الأسعار الرسمية بلا معنى.وعادةً ما تتضمن عقود الطائرات الجديدة بنوداً مرنة لمراعاة التضخم وتقلبات أسعار الصرف، كما يُمكن تعديل الأسعار في حال تأخر التسليم.أفادت بوينغ لوكالة الأنباء الفرنسية بأنها تُقيّم الأسعار بناءً على تكاليف الإنتاج وعوامل السوق الأخرى، لكنها لا تُناقش التفاصيل علناً احتراماً لقواعد المنافسة.لدى كل من بوينغ وإيرباص حالياً تراكم كبير من طلبات الطائرات، ما سيُبقيهما مشغولتين حتى نهاية العقد، لكن هذا الطلب القوي ليس سبب زيادة الأسعار.على العكس، قال الخبير «إنه وضع تنافسي للغاية، تتنافس الشركتان على كل صفقة، وهذا يخفض الأسعار».وتختار معظم شركات الطيران التعامل مع كل من إيرباص وبوينغ.قال مانفريد هادر، من شركة رولاند بيرغر الاستشارية «قبل جائحة كوفيد تنافست بوينغ وإيرباص على سوق كانت الأسعار فيه منخفضة للغاية، لكن بعد انتهاء فترة الجائحة أصبحت شركات الطيران أكثر قُدرة على شراء طائرات أكثر تكلفة، استفادةً من الطلب القوي على السفر، ما عزز أسعار التذاكر وربحية شركات الطيران».في فبراير 2025، طلبت شركة الطيران اليابانية «ANA 77» طائرة من بوينغ وإيرباص وشركة إمبراير البرازيلية، ما يوفر أسعاراً محدثة تُظهر زيادة واضحة عن المستويات السابقة.وحدد الطلب الياباني سعر طائرة بوينغ 787 دريملاينر بنحو 386 مليون دولار أميركي وطائرة 737 ماكس بنحو 159 مليون دولار، بارتفاع 32 في المئة و31 في المئة على التوالي، مقارنةً بأسعار عام 2023، وفقاً لحسابات وكالة الأنباء الفرنسية.وحدد الطلب سعر طائرة إيرباص A321neo بنحو 148 مليون دولار بارتفاع 14.3 في المئة فقط مقارنةً بأسعار عام 2018.