ترامب يخطط لخفض مليار دولار إضافية من مخصصات هارفارد

ترامب يخطط لخفض مليار دولار إضافية من مخصصات هارفارد

تُطالب إدارة ترامب جامعة هارفارد بمنحها حق الوصول إلى جميع تقاريرها الجامعية حول معاداة السامية والتحيز ضد المسلمين في الحرم الجامعي، والتي صدرت منذ أكتوبر 2023، في ظل سعيها لضبط توجهات جامعات النخبة الأميركية مع أيديولوجيتها السياسية، ما يُعرّض الجامعة لخطر خسارة مليارات الدولارات من الأموال الفيدرالية.أكدت رسالة صادرة يوم السبت من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية إلى قيادة جامعة هارفارد، أن على جامعة هارفارد، التي برزت كرمز للتحدي ضد إدارة ترامب، تسليم جميع التقارير الصادرة عن فرق العمل الجامعية المعنية بمكافحة معاداة السامية والتحيز ضد المسلمين في الحرم الجامعي، بما في ذلك المسودات التي لم تُنشر للجمهور.

كما تطلب الرسالة، التي نشرتها صحيفة «ذا فري برس»، أسماء أي شخص شارك في إعداد التقارير، وتنص على ضرورة إتاحتها للمقابلات مع المسؤولين الفيدراليين.
تُعدّ هذه الرسالة من بين أحدث التطورات في صراع (الرقابة المؤسسية والاستقلال) بين الجانبين.أعلن البيت الأبيض أنه سيُجمد أكثر من 2.2 مليار دولار من المنح والعقود بعد رفض الجامعة الانصياع لمطالبه، والتي تضمنت حظر ارتداء الأقنعة في الاحتجاجات الجامعية، وسنّ إصلاحات في التوظيف والقبول قائمة على الجدارة، وتقليص سلطة أعضاء هيئة التدريس والإداريين الذين وصفهم البيت الأبيض بأنهم «أكثر التزاماً بالنشاط السياسي من المنح الدراسية».وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال خلال عطلة نهاية الأسبوع بأن عقوداً أخرى بقيمة مليار دولار من أبحاث الصحة الفيدرالية لجامعة هارفارد قد تُحجب أيضاً، حيث تُخطط دائرة الإيرادات الداخلية لإلغاء إعفاء الجامعة من الضرائب، وقد هددت الإدارة قدرة هارفارد على قبول الطلاب الأجانب.شهدت جامعات أخرى، بما في ذلك برينستون وكورنيل ونورث وسترن، توقفاً مؤقتاً للتمويل الفيدرالي بسبب مطالب مماثلة.

تواصل التهديدات

جاء التهديد بإلغاء مليار دولار إضافية من التمويل الفيدرالي في أعقاب غضب البيت الأبيض بعد أن نشرت جامعة هارفارد رسالة من فريق العمل الفيدرالي لمكافحة معاداة السامية، في 11 أبريل الماضي، تطالب الجامعة بالسماح للحكومة الفيدرالية بالإشراف على القبول والتوظيف وأيديولوجية الطلاب والموظفين.ورفضت جامعة هارفارد بشدة مطالب إدارة ترامب، حيث قال رئيس الجامعة، آلان م. غاربر، في بيان «لن تتنازل الجامعة عن استقلالها أو حقوقها الدستورية».وأوضح رئيس الجامعة أن هذه المطالب تتجاوز سلطة الحكومة الفيدرالية، وأن غالبيتها «تمثل تنظيماً حكومياً مباشراً للمنظومة الفكرية في هارفارد» بدلاً من مكافحة معاداة السامية.يُمثل هذا الجدل بين الحكومة الأميركية وأقدم جامعة أميركية تحولاً جذرياً في كيفية تعامل إدارة ترامب مع جامعة هارفارد.قبل نشر الرسالة، «كانت الإدارة تخطط لمعاملة هارفارد بتساهل أكبر من جامعة كولومبيا، لكن المسؤولين الآن يريدون ممارسة المزيد من الضغط على أبرز جامعة في البلاد، وفقاً لمصادر مطلعة»، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال التي أكدت أن الشروط التي ترغب الحكومة الفيدرالية في فرضها «غير قابلة للتنفيذ».في أعقاب إلغاء الرئيس دونالد ترامب 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي بسبب احتجاجات الحرم الجامعي، أجرت جامعة كولومبيا الشهر الماضي تغييرات في سياساتها، بما في ذلك فرض قيود على المظاهرات، وإجراءات تأديبية جديدة، ومراجعة فورية لمنهجها الدراسي الخاص بالشرق الأوسط.وأكد مسؤول في البيت الأبيض صحة الرسالة التي تم توجيهها لهارفارد، قائلاً لشبكة CNN إن الإدارة الأميركية «متمسكة بالرسالة».من جانبها، قالت حاكمة ولاية ماساتشوستس وخريجة جامعة هارفارد، الديمقراطية مورا هيلي، على قناة سي بي إس نيوز، أمس الأحد، إن هجوم ترامب على هارفارد «أمر مشين»، وأضافت «إنه جزء من استراتيجيته المستمرة لإسكات المنتقدين، في البداية، هاجم مؤسسات المحاماة، ثم الشركات، ثم المواطنين الأميركيين العاديين، والآن، يهاجم الجامعات، مستخدماً جميع أنواع التكتيكات لإسكاتها».