أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي.. مختبر ذكي مفتوح لاستشراف المستقبل

في لحظة فارقة من سباق الابتكار العالمي، أطلقت دولة الإمارات، من قلب متحف المستقبل، النسخة الأبرز من «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» المنعقد بين 21-25 أبريل الجاري بمشاركة أكثر من 10,000 خبير وصانع قرار من 100 دولة.. وكان الحدث الأبرز هو “خلوة الذكاء الاصطناعي”، التي جمعت 150 من القادة الحكوميين والتقنيين، ليصوغوا معاً ملامح اقتصاد ومجتمع ما بعد الثورة الرقمية.
وأشار عمر العلماء عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، إلى أن أكثر من 324 شركة تقدمت للحصول على شهادة اعتماد شركات الذكاء الاصطناعي في دبي، ما يعكس تصاعد ثقة السوق والمستثمرين في هذه البيئة التنظيمية المتقدمة.
وأكد العلماء أن الإمارات حوّلت فرص الذكاء الاصطناعي إلى واقع، لافتاً إلى أن الإمارات لا تواكب العالم فحسب، بل تقوده نحو نماذج أكثر تكاملاً في الحوكمة، وريادة الأعمال، والتعليم.«نحن في مرحلة الريادة»، قال العلماء، مشيراً إلى مبادرة «تدريب مليون مبرمج لأوامر الذكاء الاصطناعي» كإحدى ركائز بناء جيل قادر على تصميم أدوات الذكاء الاصطناعي وليس فقط استخدامها. وأكد أن التعليم سيكون المحور الأساسي لتحولات الذكاء الاصطناعي، داعياً إلى توظيفه كأداة استراتيجية في تطوير المناهج والمعلمين والطلبة.
اللغة العربية.. من التهميش إلى التمكينوسط سباق عالمي لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على اللغات الأكثر استخداماً، تبرز الحاجة الملحّة لتعزيز حضور اللغة العربية في هذا المجال. فبأكثر من 400 مليون متحدث، تبقى العربية من أكثر اللغات تمثيلاً حضارياً وثقافياً، ومع ذلك فإن وجودها في خوارزميات الذكاء الاصطناعي لا يزال دون الطموح.خبراء في “خلوة الذكاء الاصطناعي” شددوا على أن الحفاظ على الهوية الرقمية العربية يتطلب الاستثمار في المحتوى العربي، وتطوير نماذج لغوية تفهم السياق والمعاني العميقة للغة، خاصة في المجالات الحساسة كالتعليم، والتراث، والخدمات الحكومية.فإذا أردنا للذكاء الاصطناعي أن يخدم مجتمعاتنا حقاً، فلا بد أن يتحدث لغتنا، ويفهم ثقافتنا.. لذلك أصبح تبني سياسات لغوية رقمية تحفظ التنوع الثقافي وتمنع الهيمنة المعرفية للغات محدودة من المسؤوليات الأولى لضمان عدالة الذكاء الاصطناعي.