بين ترامب والمستثمرين.. ماسك في مأزق يهدد مستقبل تسلا

تجد شركة تسلا نفسها في موقف صعب، مثلها مثل العديد من الشركات الأميركية، نتيجة للحرب التجارية التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب، لكن ما يميز تسلا عن غيرها هو العلاقة الوثيقة التي تربط رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، بترامب، وهي العلاقة التي أثارت الجدل وقد تُكلف الشركة كثيراً.
تراجع تاريخي في المبيعات
كما ينتظر المستثمرون معرفة خطط ماسك بشأن الابتعاد عن «وزارة كفاءة الحكومة» (DOGE) في واشنطن، والتركيز مجدداً على معالجة مشكلات تسلا المتزايدة، ومنها تطوير سيارات ذاتية القيادة، وإطلاق خدمة التاكسي الروبوتي، وإنتاج نموذج أرخص من سيارات تسلا، بالإضافة إلى مشروع الروبوتات البشرية.أي تطمينات من ماسك بشأن هذه القضايا قد تسهم في وقف الانحدار الحاد في قيمة سهم تسلا، الذي فقد نحو نصف قيمته منذ منتصف ديسمبر الماضي.المحلل دان آيفز: ماسك يواجه لحظة «الخطر الأحمر»دان آيفز، المحلل في «Wedbush Securities» والمشهور بتفاؤله بشأن مستقبل تسلا، عبّر عن قلقه مؤخراً، قائلاً إن ماسك يواجه «وضع خطر أحمر» إذا استمر في أداء دور بارز داخل إدارة ترامب، وأشار إلى أن الضرر الذي لحق بعلامة تسلا التجارية نتيجة لهذا الدور كان سبباً رئيسياً في تراجع المبيعات.وفي مذكرة وجهها لعملائه، شدد آيفز على ضرورة أن «يبتعد ماسك عن الحكومة، ويقلص تدخله في DOGE، ويعود لقيادة تسلا بدوام كامل».تسلا بين نارين.. الرسوم الجمركية والعلاقات مع الصينرغم أن تسلا أقل عرضة من غيرها من شركات السيارات لتأثير الرسوم الجمركية، نظراً لاعتمادها على الإنتاج المحلي وتقليلها من استخدام القطع الأجنبية، فإنها لم تسلم من التداعيات، فقد أوقفت الطلبات الجديدة في الصين على طرازي Model S وModel X المصنّعين في كاليفورنيا، بعد أن فرضت بكين رسوماً انتقامية بلغت 125%، ورغم أن هذه الطرازات تمثل نسبة ضئيلة من المبيعات، فإن ماسك اعترف بأن التأثير ليس بسيطاً.وكتب ماسك عبر منصته «X»: «من المهم ملاحظة أن تسلا لم تنجُ دون أضرار… تأثير الرسوم لا يزال كبيراً».لكن الانتقاد العلني للسياسات التجارية قد يُضر بالعلاقة القوية التي تربط ماسك بترامب، لا سيما أنه أصبح أحد أكبر ممولي حملته ومستشاريه منذ بداية ولايته الجديدة، في المقابل فإن دعمه القوي هذه السياسات قد يُغضب الصين، ثاني أكبر سوق لتسلا بعد الولايات المتحدة، والتي حققت فيها الشركة مبيعات بلغت 20.9 مليار دولار في 2024، أي نحو 21% من إيراداتها الإجمالية.وحذّر آيفز من أن «الصين هي حجر الزاوية في مستقبل تسلا»، مشيراً إلى أن الغضب المتصاعد هناك من ارتباط ماسك بالإدارة الأمريكية قد تكون له آثار لا يُستهان بها.تساؤلات داخلية وضغوط متزايدةمع تصاعد الاحتجاجات أمام صالات العرض التابعة لتسلا وحوادث التخريب، تتزايد التساؤلات من المستثمرين بشأن مدى تأثير ذلك على طلبات الشراء. ومن بين الأسئلة التي لاقت تأييداً واسعاً على موقع الشركة:«هل شهدت تسلا تغييرات ملموسة في معدل الطلبات خلال الربع الأول نتيجة الشائعات حول تضرر سمعة العلامة؟».«كيف تخطط الشركة للتعامل مع تداعيات شراكة إيلون مع الإدارة الأميركية؟».«هل يناقش مجلس إدارة تسلا ما إذا كان على ماسك التركيز بالكامل على الشركة وترك السياسة للسياسيين المنتخبين؟».وكان ماسك قد نظم اجتماعاً عاماً مع الموظفين الشهر الماضي، ما أدى إلى انتعاش مؤقت في أسهم تسلا، لكن هذا الارتفاع لم يدم طويلاً، إذ عادت الأسهم للانخفاض بعد إعلان الشركة عن تراجع كبير في المبيعات، قبل أن تنتعش مؤقتاً مجدداً عقب تقرير إعلامي تحدث عن انسحاب ماسك من الحكومة، وهو ما تم نفيه لاحقاً.وقال المحلل في «جي بي مورغان»، رايان برينكمان: «تقرير تسلا عن المبيعات والإنتاج في الربع الأول يجعلنا نعتقد أننا ربما قللنا من حجم رد الفعل السلبي لدى المستهلكين».وعود دون تنفيذرغم الوعود الكبيرة التي أطلقها ماسك، مثل إطلاق أسطول من سيارات الأجرة ذاتية القيادة، والروبوتات البشرية، فإن الواقع لا يزال يفتقر إلى النتائج. وكان ماسك قد أعلن عن بدء تشغيل خدمة سيارات الأجرة الروبوتية في أوستن بولاية تكساس في يونيو المقبل، لكن لم يتم الإعلان عن أي تحديثات حتى الآن. في المقابل، تمكنت شركتا «أوبر» و«وايمو» التابعة لغوغل من إطلاق خدمة مماثلة هناك قبل تسلا.وحذّر آيفز من أن «أي تأجيل جديد في خطط الروبوتاكسي سيكون له تأثير سلبي كبير على السهم»، مضيفاً: «نحن بحاجة لأخبار إيجابية في هذا المجال، لأننا لا نتوقع أي مفاجآت سارة فيما يخص الأرباح أو الأداء المالي لبقية العام».