ترامب يدعم عودة الفحم.. ويُضعف برامج الحماية من «الرئة السوداء»

ترامب يدعم عودة الفحم.. ويُضعف برامج الحماية من «الرئة السوداء»

بينما يُكثّف الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمه العلني لإحياء صناعة الفحم في البلاد، يجد عمّال المناجم أنفسهم في مواجهة غير متكافئة مع مرض قاتل يتفاقم في صمت.. «الرئة السوداء».
من أبرز هؤلاء، جوش كوتشران، عامل مناجم سابق في فرجينيا الغربية، اكتشف في سن 43 أنه مصاب بمرحلة متقدمة من الرئة السوداء، ويعيش اليوم على جهاز أكسجين بانتظار زراعة رئة.

لكن هذا البرنامج، إلى جانب برامج فيدرالية أخرى، دخل في حالة تجميد شبه كامل بسبب تسريحات جماعية لطاقم السلامة الصحية والإغلاق المرتقب لمكاتب حكومية تحت إشراف ترامب، وفقاً لتحقيق خاص أجرته رويترز.قالت مصادر مطلعة على برامج السلامة في إدارة الصحة المهنية والتعدين إن ما لا يقل عن ثلاثة برامج رئيسية تم تعليقها في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك البرنامج الوطني لمراقبة صحة عمّال الفحم، الذي كان يوفّر فحوصات في مواقع المناجم عبر وحدات طبية متنقلة. لكن نقص التمويل أدى إلى إيقاف تشغيل الشاحنات، وتسريح معظم موظفي البرنامج، وبينهم خبراء الأشعة الذين كانوا يراجعون صور الرئة لتحديد الإصابة.تشير تقديرات المعهد الوطني للصحة المهنية إلى أن 20 في المئة من عمّال الفحم في وسط أبالاتشيا يعانون من أحد أشكال مرض الرئة السوداء، وهي النسبة الأعلى منذ 25 عاماً، وسط تراجع في إنتاج الفحم وازدياد الاعتماد على تكسير الصخور للوصول إلى الطبقات المتبقية، وهو ما يرفع التعرض لجزيئات السيليكا القاتلة.ووفق مصادر داخل نيوش NIOSH، فقد تم تسريح نحو 875 موظفاً من أصل 1,000 يعملون في الوكالة، ما شلّ قدرة البرامج على الاستمرار، خصوصاً في ولاية فرجينيا الغربية، حيث لم يتبقَ أي اختصاصي مؤهل لمراجعة صور الأشعة المطلوبة لتفعيل برنامج Part 90، وهو ما يمنع فعلياً المرضى من نقلهم إلى أعمال أقل ضرراً.ومع دخول لائحة جديدة للحد من التعرض لغبار السيليكا حيّز التنفيذ في أغسطس آب المقبل، يخشى مسؤولو السلامة من أن تخفيضات موظفي إدارة سلامة المناجم (MSHA) ستجعل من الصعب تطبيق القواعد، أكثر من 120 موظفاً استقالوا أو قبلوا تعويضات مغادرة، وتم إلغاء 90 عرض عمل جديد للمفتشين بعد تولي ترامب منصبه، حسب ما كشفه كريس ويليامسون، المسؤول السابق في وزارة العمل.في المقابل، يصر ترامب على أن إدارته «تُعيد الحياة إلى صناعة الفحم»، ووصف العمّال بأنهم «رجال عظماء، يأتون من مجتمعات نحترمها». وخلال حفل رسمي في البيت الأبيض هذا الشهر، وقّع أوامر تنفيذية تهدف إلى دعم استمرار عمل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، وتعزيز التوظيف في هذا القطاع.لكن الرسالة التي وصلت إلى عمّال المناجم مثل كيفن ويكل، الذي شُخّص بإصابة متقدمة بالرئة السوداء وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، كانت مختلفة، ويكل قال لرويترز «أنا جمهوري، لكن لا أفهم كيف يمكن أن نزيد إنتاج الفحم ونُفكّك برامج السلامة في الوقت نفسه».(رويترز)