تحذير من صندوق النقد: ترامب يجرّ الاقتصاد العالمي نحو التباطؤ

حذّر صندوق النقد الدولي، اليوم الثلاثاء، من أن سياسة التعريفات الجمركية غير المتوقعة التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب، والرسوم الانتقامية التي يفرضها شركاء أميركا التجاريون، ستُوجّه ضربةً موجعةً للاقتصادات العالمية، لا سيما في ظلّ تأثر ازدهار الولايات المتحدة بشكل خاص.
ويُعدّ التباطؤ المتوقع في الولايات المتحدة أشدّ حدة، حيث من المُرجّح أن ينمو اقتصادها بنسبة 1.8 بالمئة فقط في عام 2025، مُقارنةً بتوسّعه بنسبة 2.8 بالمئة في عام 2024.كلا التوقعين أكثر تشاؤماً من توقعات الصندوق في يناير، والتي جاءت قبل أن تُؤدّي سلسلة إعلانات ترامب عن التعريفات الجمركية إلى رفع متوسط ​​ضريبة الاستيراد الأميركية إلى أعلى مستوى لها منذ قرن.
وقال الصندوق، ومقرّه واشنطن العاصمة: «من المتوقع أن يكون للتصعيد السريع للتوترات التجارية والمستويات العالية للغاية من عدم اليقين السياسي تأثيرٌ كبيرٌ على النشاط الاقتصادي العالمي»، وأضاف أن المخاطر على الاقتصاد العالمي «تميل بقوة نحو الهبوط».قال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، بيير أوليفييه غورينشاس، إن رسوم ترامب الجمركية الجديدة تُمثل ما يقرب من نصف التخفيض الحاد في توقعات صندوق النقد الدولي لنمو الاقتصاد الأميركي لهذا العام، مشيراً إلى أن حالة عدم اليقين بشأن السياسة قد أثرت سلباً على الطلب في الولايات المتحدة حتى قبل إعلانات الرسوم الجمركية الأخيرة.أضاف غورينشاس: «لا يمكن لأميركا الشمالية، شأنها شأن جميع المناطق، أن تتوقع أي تحسن في المستقبل من الرسوم الجمركية». وتابع غورينشاس: «سيكون التأثير طويل المدى للرسوم الجمركية، إذا استمرت، سلبياً على جميع المناطق، تماماً مثل الآثار قصيرة المدى».وأوضح غورينشاس أيضاً أن «استقلالية البنوك المركزية لا تزال حجر الزاوية». ويأتي هذا التعليق بعد يوم واحد فقط من هجوم ترامب على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول ووصفه بأنه «خاسر كبير»، في إطار حملته المستمرة للضغط على رئيس البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة.ترامب يغير توقعات الصندوققال صندوق النقد الدولي إن أحدث تقرير عن آفاق الاقتصاد العالمي أُعدّ في ظل ظروف «استثنائية». وأضاف أن كشف ترامب في الثاني من أبريل عن رسوم جمركية شاملة «أجبرنا على التخلي عن توقعاتنا التي كانت شبه نهائية آنذاك».مؤكداً أهمية التجارة للتوقعات الاقتصادية، قال صندوق النقد الدولي إن تصاعد التوترات التجارية -إلى جانب تزايد التساؤلات حول مسار السياسات التجارية- قد يؤدي إلى مزيد من تراجع النمو، في حين أن «خفض معدلات الرسوم الجمركية الحالية والاتفاقيات الجديدة التي توفر الوضوح والاستقرار في السياسات التجارية» قد يؤديان إلى عكس ذلك.