حرب ترامب التجارية تشعل سوق الملابس.. وداعاً لقمصان الـ5 دولارات

يتأثر قطاع الملابس بشكل غير متناسب برسوم ترامب الجمركية، التي تشمل ضريبة دنيا بنسبة 10 في المئة على جميع الدول، وضريبة بنسبة 145 في المئة على الواردات الصينية.
وتؤدي تعريفات ترامب الجمركية إلى رفع أسعار معظم الملابس، والزيادات الأكثر حدة في الأسعار ستكون في الملابس الأساسية، مثل القمصان التي يبلغ سعرها 5 دولارات، والجوارب المكونة من 6 قطع 10 دولارات، والأحذية الرياضية التي يرتديها الكثير من الأميركيين بـ25 دولاراً، وفقاً لباحثي السياسات التجارية والاقتصاديين.قال شنغ لو، أستاذ دراسات الأزياء والملابس في جامعة ديلاوير إن أسعار الضروريات الأساسية من الملابس سترتفع، مثل القمصان القطنية والملابس الداخلية والجوارب، بوتيرة أسرع، لأن المستهلكين سيظلون بحاجة إلى شرائها حتى مع ارتفاع الأسعار.
ويشتري المستهلكون هذه المنتجات على مدار العام، وسيحتاج تجار التجزئة إلى إعادة تخزينها بسرعة أكبر من الملابس الموسمية والفساتين أو البدلات التي يشتريها المستهلكون من حين لآخر، والتي يمكن للشركات تخزينها لفترة أطول. ولا تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على الصين فحسب، بل تعتمد أيضاً على تصنيع الملابس منخفضة التكلفة في دول مثل فيتنام وبنغلاديش. ويمكن للمتسوقين توقع دفع 65 في المئة زيادة على الملابس و87 في المئة زيادة على الأحذية خلال العام المقبل، نظراً لعدم وجود طرق بديلة لإنتاج الملابس في الولايات المتحدة بتكاليف تنافسية أو على نطاق واسع، وفقاً لتحليل أجراه مختبر ميزانية ييل، وهو مركز أبحاث سياسي مستقل.وستبقى أسعار الملابس أعلى بنسبة 25 في المئة، وأسعار الأحذية أعلى بنسبة 29 في المئة على المدى الطويل.تأثير غير متكافئقال إدوارد جريسر، نائب الرئيس ومدير التجارة والأسواق العالمية في معهد السياسة التقدمية، وهو مركز أبحاث ذي ميول يسارية إن رسوم ترامب الجمركية سترفع أسعار الملابس الأساسية والشعبية القادمة من الصين أكثر من أسعار السلع الفاخرة، لأن هوامش الربح أقل على السلع الأرخص.وكانت الملابس المستوردة إلى الولايات المتحدة حتى قبل أجندة إدارة ترامب الجمركية الجديدة، تخضع لرسوم من بين الأعلى بين جميع القطاعات وهو إرثٌ من صناعة النسيج المحلية الكبيرة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وتصاعد الرسوم الجمركية على الصين في السنوات الأخيرة. وفي عام 2024، شكلت الملابس 5 في المئة من الواردات، لكنها شكلت نحو 26 في المئة من الرسوم الجمركية المحصلة، وفقاً للجمعية الأميركية للملابس والأحذية، وهي مجموعة تجارية في هذا القطاع. سترفع رسوم ترامب الجمركية هذه المعدلات على الملابس أكثر، ما يترك لتجار التجزئة مجالاً أقل لاستيعاب أي زيادة في التكلفة على المنتجات منخفضة الهامش.وتُصنع معظم المنتجات الفاخرة في أوروبا، مثل حقائب اليد والأحذية الجلدية من إيطاليا وإسبانيا، والساعات من سويسرا. ويقول محللون إن أسعار السلع الفاخرة قد ترتفع، لكن زيادات الأسعار ستكون أكثر اعتدالاً من السلع المستوردة من الصين. وعلى سبيل المثال، أعلنت شركة هيرميس أن أسعار حقائبها وأوشحتها الفاخرة سترتفع بدءاً من 1 مايو لتعويض تأثير الرسوم الجمركية بالكامل.تأثير سلبي على المتسوقين ذوي الدخل المحدودسيؤدي ارتفاع أسعار الملابس الأساسية إلى إجهاد العملاء ذوي الدخل المحدود، الذين ينفقون جزءاً أكبر من دخلهم على الضروريات كالملابس والأحذية. وأنفقت الأسر ذات الدخل المحدود في أميركا أكثر من ثلاثة أضعاف حصتها من دخلها على الملابس مقارنةً بالأسر الأكثر ثراءً، وفقاً لتقرير صادر عن شركة «شراكة التجارة العالمية»، وهي شركة أبحاث اقتصادية، تُحلل بيانات من مكتب إحصاءات العمل. سيُلحق إنهاء إعفاء الشحن الضئيل الشهر المقبل -والذي يسمح للطرود التي تقل قيمتها عن 800 دولار بالدخول إلى الولايات المتحدة معفاة من الضرائب، وهو ما يُمثل ميزةً لشركات التجارة الإلكترونية الصينية مثل «شين» و«تيمو»- ضرراً غير متناسب بالأسر ذات الدخل المحدود، وفقاً لبحث أجراه اقتصاديون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وجامعة ييل.وجدت الدراسة أن نسبة الطرود التي تُسلم تحت عتبة «الضئيل» تنخفض مع انخفاض الدخل، إذ تُشحن 48 في المئة من الطرود إلى أفقر المناطق البريدية، مقارنةً بـ22 في المئة لأغنى المناطق البريدية في الولايات المتحدة. وقالت مارغريت بيشوب، الأستاذة المساعدة في كلية بارسونز للتصميم إن دخل المستهلكين الذين يشترون السلع الأساسية الرخيصة سيكون أقل بكثير، مشيرة إلى أن الأشخاص من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا والمتوسطة سيتحمل ضرائب غير متناسبة من خلال الرسوم الجمركية.