شركات تغذية تعيد تسعير منتجاتها لمواكبة زلزال رسوم ترامب الجمركية

أجبرت التعريفات الجمركية المفروضة من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب مُصنّعو السلع والأغذية المُعبأة التي تستخدم في المنازل على إعادة تسعير المنتجات لزيادة المخاوف من نفور المستهلكين الأميركيين من سلعهم والانجذاب للعلامات التجارية الأقل سعرا التي تقدمها متاجر التجزئة.
والتقى ترامب بكبار مُتاجر التجزئة، بما في ذلك وول مارت وتارجت يوم الاثنين لمناقشة تأثير التعريفات الجمركية على وارداتهم.
شركات الأغذية تخفض السعر
قال لوران فريكس، الرئيس التنفيذي لشركة نستله للصحفيين يوم الخميس «لقد قوضت بعض القرارات السياسية والاقتصادية المُتخذة ثقة المستهلك الضعيفة أصلا». أضاف فريكس: «عندما يتعلق الأمر بالتسعير، علينا أن نأخذ في الاعتبار العملاء والمستهلكين وتحركات المنافسين. نحاول تحديد أكبر قدر ممكن من الأسعار لتغطية تكاليفنا مع مراعاة استجابة المستهلك».ومن جهتها أعلنت شركة يونيليفر، المُصنّعة لصابون دوف، والتي أعلنت أيضا عن أرباحها يوم الخميس، عن «تراجع ثقة المستهلك» في أميركا الشمالية، حيث رفعت الأسعار بنسبة 2.1 بالمئة فقط.أكد مستشارو الصناعة والمستثمرون أن على نستله ويونيليفر وغيرهما من مُصنّعي المنتجات المنزلية والأغذية المُعبأة توخي الحذر في رفع الأسعار لتجنب تنفير المتسوقين الأمريكيين الذين يخشون قلة إنفاقهم على البقالة. في متاجر البقالة، تتنافس هذه الشركات بشكل مباشر مع منتجات العلامات التجارية الخاصة لتجار التجزئة، والتي عادةً ما تكون أقل سعرًا.وقال كريس ليشت، الرئيس التنفيذي لشركة ريكيت، في بيان الشركة بشأن أرباح يوم الأربعاء: «ثقة المستهلك منخفضة، نرى أن أنماط الاستهلاك تتغير، وستظل تنافسية». فقدت نستله حصتها السوقية في المتاجر الأميركية على مدار 18 ربعا على الأقل، وفقا لبيانات نيلسه التي حللها باركليز.قالت الشركة اليوم الخميس، عند إعلان نتائجها الفصلية، بأنها واجهت «تحدياتٍ في حصتها السوقية» في فئتي الأطعمة المجمدة والكريمة.وبالمقارنة، فقد فرع يونيليفر الأميركي، الذي يبيع آيس كريم بن آند جيري، حصته السوقية في جميع الأرباع الثمانية عشر الماضية على الأقل باستثناء ربعين، وفقا للبيانات.
متاجر التجزئة تنافس بقوة
خلال جائحة كورونا، فقدت شركات السلع الاستهلاكية حصتها السوقية لصالح العلامات التجارية التي تنتجها متاجر التجزئة مثل وول مارت وتارجت.قال روب هولستون، الرئيس العالمي لقطاع المنتجات الاستهلاكية في شركة إرنست ويونغ وفي أميركا، إن الشركات الاستهلاكية التي تبيع العلامات التجارية الرئيسية للمنتجات اليومية رفعت أسعارها قدر استطاعتها في السنوات الأخيرة.وقال هولستون: «هناك نسبة كبيرة من الناس سيتجهون إلى خيارات العلامات التجارية الخاصة»، مضيفا أن عملاءه في قطاع السلع الاستهلاكية قالوا إنهم «على أهبة الاستعداد» للتعامل مع العلامات التجارية الخاصة الآن. أظهرت بيانات جمعتها شركة الأبحاث نيلسن آي كيو لرويترز أنه حتى الربع الأول من العام الحالي، حافظت شركات تصنيع العلامات التجارية الرئيسية للسلع المنزلية على متوسط ارتفاع أسعار ثابت عند 2 بالمئة تقريبا، مقارنةً بزيادات أسرع في الأسعار بلغت حوالي 4 بالمئة من العلامات التجارية الخاصة لنفس سلة السلع التي شملت فئات من القهوة والصابون إلى أغذية الأطفال والسدادات القطنية. ولا تزال السلع ذات العلامات التجارية الخاصة أرخص في المتوسط بما لا يقل عن دولار واحد تقريبًا، وفقًا لبيانات نيلسن آي كيو.ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بنسبة 2.4 بالمئة في مارس على أساس سنوي، متجاوزا معدل 2 بالمئة الذي كانت العلامات التجارية الكبرى ترفع به أسعارها مؤخرا، وفقا لبيانات نيلسن آي كيو.قال باتريسيو إيبانيز، شريك ماكينزي، بأن المتسوقين يستعدون لارتفاع التكاليف بسبب الرسوم الجمركية، وأظهر استطلاع أجرته شركة الاستشارات أن 60 بالمئة من الناس يخططون لتغيير عاداتهم الاستهلاكية من خلال شراء سلع أرخص أو التحول إلى نوادي البيع بالجملة أو التوجه إلى تجار التجزئة عبر الإنترنت.قال إيبانيز: «لا نوصي بزيادات الأسعار، فالعلامات التجارية الخاصة تنمو أسرع بأربع مرات من العلامات التجارية الوطنية (الكبيرة) في الولايات المتحدة».
القلق ينتاب الشركات
يُثير هذا التوجه قلق المستثمرين في شركات السلع الاستهلاكية الكبرى مثل نستله، على الرغم من إصرار معظم الشركات على أن عملياتها ليست معرضة بشكل كبير للرسوم الجمركية.قال توم ليمايجر، مدير محفظة في فريق الأسهم الأوروبية لدى شركة جانوس هندرسون للاستثمار: «من الصعب جدا إيجاد مخابئ للمستثمرين». وأضاف ليمايجر أن المتسوقين يفكرون مليا في كيفية إنفاق أموالهم، وأن شركات السلع الاستهلاكية بحاجة إلى إيجاد طريقة لمواجهة منافسة العلامات التجارية الخاصة.على موقع وول مارت دوت كوم، يمكن للمتسوقين شراء زجاجة سعة 100 أونصة سائلة من منظف الغسيل السائل بيرسيل من يونيليفر مقابل 12.97 دولارا، في حين يمكن للمتسوقين شراء زجاجة سعة 154 أونصة سائلة من منظف «جريت فاليو» من وول مارت، مقابل 11.64 دولارا والذي يعد بغسل 154 غسلة.أوضح أفتاب حسين، المدير الإداري والشريك الأول في فريق المستهلكين والتجزئة في مجموعة بوسطن الاستشارية، قائلاً: «لقد زاد عدد تجار التجزئة الذين طوروا قدرات شركات المستهلكين متعددة الجنسيات بشكل ملحوظ، نشهد ابتكاراتٍ من تجار التجزئة على العلامات التجارية الخاصة التي تتفوق في الواقع على العلامات التجارية (الأكبر)».(رويترز)