إيلون ماسك يتفرغ لإدارة «تسلا» مايو المقبل.. فهل ينجح في ردم هوة الخسائر؟

يقول إيلون ماسك إنه سيعود إلى تسلا، والسؤال الآن هو: هل فات الأوان لإصلاح الضرر الذي لحق بها؟أبلغ ماسك المستثمرين مساء الثلاثاء أنه سيتنحى عن منصبه في وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) الشهر المقبل، وسيخصص للعمل الحكومي يوماً أو يومين فقط أسبوعياً، بينما سيقضي باقي الوقت في إدارة تسلا.
ولكن حتى لو كرّس ماسك المزيد من الوقت للشركة المتعثرة فمن الواضح أن دعمه البارز للرئيس دونالد ترامب ودوره المثير للجدل في وزارة كفاءة الحكومة قد كلّفا تسلا خسائر فادحة.
شهدت صالات عرض شركة صناعة السيارات احتجاجات وأعمال تخريب، وأعلنت أن الربع الأول من 2025 شهد أكبر انخفاض في المبيعات في تاريخها، ومن المرجح أن يكون هذا الضرر طويل الأمد.يتوقع بعض المتفائلين أن يكون انسحاب ماسك من العمل الحكومي كافياً لمساعدة الشركة على تجنب المزيد من المشكلات.ارتفعت أسهم شركة تسلا بأكثر من 3 في المئة في التعاملات المبكرة أمس الأربعاء، حتى بعد أن أعلنت شركة صناعة السيارات الكهربائية عن انخفاض صافي دخلها بنسبة 71 في المئة نتيجةً لتراجع المبيعات عالمياً.ولكن حتى دان آيفز، من شركة ويدبوش للأوراق المالية، والمعروف منذ فترة طويلة بأنه أحد أبرز المتفائلين بشأن تسلا في وول ستريت، صرّح بأن الطلب على سيارات الشركة سينخفض بنسبة 10 في المئة «بشكل دائم» بسبب الدور السياسي لماسك.وقال في مذكرة للعملاء، صباح أمس الأربعاء، إن الضرر الذي لحق بالعلامة التجارية بسبب وجود ماسك في البيت الأبيض لن يزول بمجرد عودة ماسك للشركة، وسيظل بعض هذا الضرر «مُلطِخاً» لسمعة الشركة للأبد في أوروبا والولايات المتحدة.ونفى ماسك، يوم الثلاثاء، فكرة وجود أي ضرر للعلامة التجارية بسبب أنشطته السياسية المثيرة للجدل، وألقى باللوم على «المتظاهرين المأجورين»، وأشار إلى أن الانخفاض القياسي في مبيعات الشركة يرجع إلى مشكلات الاقتصاد الكلي وعدم اليقين من جانب مشتري السيارات.لكن شركات صناعة سيارات أخرى أفادت بارتفاع في المبيعات خلال الفترة نفسها، خاصةً في ما يتعلق بسياراتها الكهربائية.وانخفضت مبيعات تسلا في الاتحاد الأوروبي بنسبة 36 في المئة الشهر الماضي مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي، بينما ارتفعت المبيعات الإجمالية للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات في المنطقة بأكثر من 17 في المئة.وكان انخفاض مبيعات تسلا في الاتحاد الأوروبي خلال الربع الأول أشد حدة.وأقرّ المدير المالي لشركة تسلا، فايبهاف تانيجا، بتزايد الرفض الشعبي للعلامة التجارية، وقال «هناك تكهنات كثيرة حول أسباب انخفاض تسليمات سياراتنا في الربع الأول، لقد كان لعمليات التخريب والعداء غير المبرر تجاه علامتنا التجارية وموظفينا تأثير في بعض الأسواق».وصرح إيفز لشبكة CNN بأن انخفاض مبيعات تسلا هو ما دفع ماسك إلى إعلان انسحابه من وزارة كفاءة الحكومة، وقال «لا مجال لإنكار ما حدث هذا الربع، سواء اعترف به أم لا».وقد يكون الضرر الذي لحق بعلامة تسلا التجارية بسبب ماسك أكبر بكثير مما يعترف به إيفز وغيره من المتفائلين.قال جوردون جونسون، من شركة GLJ للأبحاث، أحد أشد منتقدي تسلا في وول ستريت «إن فكرة انتعاش مبيعات تسلا بمجرد زيادة اهتمام ماسك بها مجرد هراء».وأضاف جونسون أن ماسك ألحق ضرراً دائماً بالمشترين الليبراليين، الذين كانوا المشترين التقليديين لسيارات تسلا الكهربائية نظراً لمخاوفهم البيئية، وأضاف أن الطلب شهد انخفاضاً بمجرد دعم ماسك العلني لترامب في فترة الانتخابات.بدأت مبيعات تسلا بالانخفاض في أوائل عام 2024 بعد أن نشر ماسك بعضاً من مواقفه اليمينية المتطرفة، ووفقاً لجونسون من غير المرجح أن ينتهي هذا الانخفاض، حتى لو لم يزر ماسك المكتب البيضاوي مرة أخرى، «الضرر الذي ألحقه بتسلا لا رجعة فيه».وقد يكون بعض مؤيدي ترامب أكثر ميلاً لشراء تسلا الآن مما كانوا عليه في الماضي، لكن هذا لا يكفي لتعويض خسارة المشترين الليبراليين، كما يقول كيلي أوكيف، مؤسس شركة «براند فيديريشن» الاستشارية للعلامات التجارية، الذي وصف ما فعله ماسك بعلامة تسلا التجارية في السنوات الأخيرة بأنه «جريمة قتل للعلامة التجارية».