نصائح جيل الألفية إلى جيل زد لمواجهة أول ركود في حياتهم

نصائح جيل الألفية إلى جيل زد لمواجهة أول ركود في حياتهم

لقد مرّ جيل الألفية بالكثير.. كان العديد من أبناء هذا الجيل في مرحلة الشباب عندما بدأت الأزمة المالية العالمية في 2008، أو ما أُطلق عليه «الركود الكبير»، وما زالوا حتى يومنا هذا يكافحون لشراء منازل وسداد قروض التعليم.
وقد صرّح بنك جي بي مورغان هذا الشهر بأن تصعيد إدارة ترامب للحرب التجارية العالمية قد يؤدي إلى ركود اقتصادي في الولايات المتحدة والعالم هذا العام.
يأتي ذلك في ظل سلسلة من الأحداث غير المسبوقة التي يمر بها الشباب- فالشباب في أوائل العشرينيات من العمر يكسبون أقل ويتحملون ديوناً أكثر، وقد تضرروا بالفعل من جائحة كوفيد- 19 وموجة التضخم الهائلة.وقد لا تكون الولايات المتحدة في حالة ركود حالياً، لكن أصغر البالغين ما زالوا قلقين، ويطلبون النصيحة من أقرانهم الأكبر سناً.في أثناء تصفحها لتطبيق تيك توك، لاحظت ساشا ويتني، البالغة من العمر 37 عاماً، أن مستخدمي الجيل زد يتشاركون نفس المشاعر تجاه الركود الوشيك «هم مكتئبون، ومحبطون، وقاتمون للغاية، ويائسون بشأن المستقبل».يختلف هذا تماماً عما كان عليه الحال عندما تخرجت ويتني من الجامعة عام 2009 خلال فترة الركود الكبير.قالت ويتني، التي تتراوح أعمار جمهورها الرئيسي على تيك توك بين 18 و25 عاماً «عندما تحدثت إلى بعض أصدقائي من جيل الألفية، قالوا: نعم، كنا مفلسين، كنا نكافح، لكن لم نكن نحاول مواكبة الآخرين، لم نكن نحاول تصوير كل لحظة في حياتنا وإعادة بثها على وسائل التواصل الاجتماعي».يسخر جيل الألفية على وسائل التواصل الاجتماعي من ركود 2009، والتي استعانوا خلالها بأغاني البوب التي أشعرتهم بسعادة زائفة، وعلق أحد أفراد جيل الألفية على تيك توك ساخراً «هل تريدون أن تعرفوا كيف نجونا؟ ببساطة لقد فقدنا الوعي».إلى جانب السخرية شارك جيل الألفية تفاصيل معاناتهم المالية الحقيقية.بعد تخرجها من الجامعة، عملت ويتني في مجال البيع بالتجزئة، ودفعت الإيجار وأقساط ديون التعليم، واحتفظت بـ20 دولاراً أسبوعياً لشراء البقالة، واكتشفت كيفية إدارة شؤونها المالية من خلال التجربة والخطأ.قدّم فيديو ويتني على تيك توك بعض النصائح للمشاهدين خلال فترة الركود، بما في ذلك: إنشاء صندوق ادخار للطوارئ، وتحديث السير الذاتية باستمرار، وقبول أي وظيفة متاحة، والعيش بأقل من الإمكانيات، وإلغاء استخدام منصات الدفع اللاحق مثل كلارنا وأفتر باي (اشتري الأن وادفع لاحقاً).

العيش بأقل من الإمكانات

يتعهد العديد من مستخدمي تيك توك بفعل شيء واحد: الحد من إنفاقهم.بالنسبة لإيماني سميث، البالغة من العمر 29 عاماً من دالاس، يعني الحد من الإنفاق مشاركة اشتراكاتها مع أصدقائها وتقليل الخروج لتناول الطعام.كما أن العناية بالجمال مكلفة، لذا تشتري أظافر صناعية من أمازون بدلاً من الذهاب إلى الصالون.ويُبلغ أصحاب الصالونات عن تزايد الطلب على تسريحات الشعر المُوفرة، التي تمت تسميتها «أشقر الركود» أو «بني الركود»، وهي تسريحات شعر أرخص وأقل تكلفة.اللونان «البني» و«الأشقر» يتجنبان الخصلات الزاهية التي تتطلب عناية مُستمرة، ويتميز اللون «الراكد» بأنه أغمق ومُمتزج بإتقان لتجنب الجذور المُزعجة.والنتيجة زيارات أقل لمصفف الشعر، وبديل اقتصادي وعملي.وعلى الرغم من مؤشر أحمر الشفاه الشهير، النظرية القائلة بأن مشتريات «التدليل» الصغيرة والرخيصة تزداد خلال فترات الركود الاقتصادي، فقد وعد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بالتخلي عن المشتريات الصغيرة مثل مرطبات الشفاه والشموع باهظة الثمن.قالت سميث، التي وصفت نفسها بأنها تنتمي إلى جيل ما بين جيل Z وجيل الألفية، لشبكة CNN «أريد توفير النفقات قبل أن أضطر إلى التقشف».قال سيمون بلانشارد، الأستاذ في كلية ماكدونو لإدارة الأعمال بجامعة جورج تاون، لشبكة CNN «عندما يشعر الناس بانكماش ميزانياتهم، عليهم أن يقرروا ما سينفقونه، وربما تكون تلك المتع الصغيرة، مثل أحمر الشفاه، هي أول ما يُستغنى عنه لأنها ببساطة غير ضرورية».

القلق

على الرغم من نصائح جيل الألفية بالتخلي عن أنماط استهلاك الماضي والعيش بسلام، لا يزال القلق قائماً بين العديد من الشباب.بعد حديثها مع أشخاص عاشوا عام 2008، قالت سميث «ربما فقدوا وظائفهم، لكن تكلفة المعيشة كانت منخفضة للغاية آنذاك، وكان بإمكانهم شراء شيء ما من متاجر التجزئة والصمود لفترة من الوقت»، مؤكدة مخاوفها بشأن سوق العمل في الوقت الحالي.بالنسبة للعديد من الشباب، يعود قلقهم الشديد إلى جائحة كوفيد-19.كانت سميث قد بدأت لتوها العمل في أول وظيفة لها عندما ضربت الجائحة العالم، ما تسبب في أقصر ركود اقتصادي في تاريخ الولايات المتحدة، الذي انتهى بعد شهرين في أبريل 2020.تقول سميث «لقد جعلني ذلك أفكر في ضرورة الاستعداد لأي شيء، لأنه لم يكن أحد منا ليتوقع جائحة كوفيد-19 وآثارها طويلة الأمد».