بعد «الحصالة الذهبية».. اليابان اختبار ترامب الأهم لنجاح صفقات الرسوم الجمركية

بعد «الحصالة الذهبية».. اليابان اختبار ترامب الأهم لنجاح صفقات الرسوم الجمركية

عندما التقى كبير المفاوضين التجاريين في طوكيو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإجراء محادثات حول الرسوم الجمركية في البيت الأبيض في وقتٍ سابق من هذا الشهر، أهداه حصالة ذهبية اللون.
اليابان حليف موثوق للولايات المتحدة، ولكن الصين هي أكبر شريك تجاري لها.
وُصِف التفاوض على صفقة سريعة مع اليابان بأنه «اختبار» لفرص نجاح ترامب، ولكن لا بُد من الحذر من ردة فعل شعبية سلبية قد تلحق بالحزب الحاكم في اليابان قبل انتخابات محفوفة بالمخاطر قد تُجبر إيشيبا على الاستقالة. يحتاج ترامب إلى الحصول على بعض التنازلات من اليابان ليتمكن من إثبات أنه «رئيس صارم»، كما يقول دايسوكي كاواي، المتخصص في الأمن الاقتصادي بجامعة طوكيو.ويتوقع بعض المحللين أن يعلن إيشيبا وترامب الاتفاق عند لقائهما في قمة مجموعة السبع الكبار في كندا في يونيو المُقبل.فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 24 في المئة على صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة، ثم قام بتعليق الرسوم حتى أوائل يوليو لإفساح المجال للمفاوضات، مع الإبقاء على معدل الرسوم الجمركية العالمي بنسبة 10 في المئة سارياً، وكذلك رسوم بنسبة 25 في المئة على السيارات، وهي ركيزة أساسية للاقتصاد الياباني المعتمد على التصدير.ومن المقرر أن يتوجه المفاوض التجاري الياباني، ريوسي أكازاوا، إلى واشنطن لإجراء جولة ثانية من المفاوضات الأسبوع المقبل.وعندما سُئل أكازاوا عن الهدية المُقدمة لترامب، قال إنها تهدف إلى تشجيع ترامب على زيارة معرض إكسبو في اليابان، مضيفاً أن «ترامب يعشق الذهب واللون الذهبي».والحصالة مُدرجة على موقع معرض إكسبو 2025 الإلكتروني على أنها «صُنعت في الصين».

الأرز

في حين أن طوكيو لا تزال تُقيّم أولويات واشنطن في المفاوضات، إلّا أنها تتوقع مطالب بخفض الحواجز أمام واردات المنتجات الزراعية والسيارات الأميركية، وفقاً لمسؤول حكومي مُقرب من إيشيبا.ويشكو ترامب من فرض طوكيو رسوماً جمركية على الأرز الأجنبي على الرغم من النقص في إمدادات الأرز الياباني وارتفاع أسعاره ارتفاعاً حاداً في الأشهر الأخيرة.لكن نواب الحزب الحاكم المؤثرين يخشون نفور الناخبين في دوائرهم الزراعية قبل الانتخابات.وأصدرت مجموعة من النواب من الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان بياناً يوم الجمعة قالوا فيه إنهم لن يقبلوا أي استراتيجية تفاوض «تُضحي» بالمنتجات الزراعية للحصول على إعفاءات من رسوم السيارات أو حماية الصناعات الأخرى.على الجانب الإيجابي تبددت مخاوف اليابان الأولية من محاولة ترامب التفاوض حول أسعار الصرف الأجنبي. ويتناقض المزاج المتقلب في طوكيو مع التفاؤل الذي أبداه ترامب بعد اجتماعه الأول مع أكازاوا، والذي أشار إليه باعتباره «تقدماً كبيراً»، وتعمل الولايات المتحدة واليابان على التوصل إلى اتفاق مؤقت، لكن العديد من القضايا الرئيسية يتم تأجيلها، وفقاً لما ذكرته رويترز الأسبوع الماضي.وفي حين سيواجه ترامب معارك أكبر في المستقبل، لا سيما مع انخراطه في حرب تجارية مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فإن تحقيق نصر سريع في اليابان ليس مضموناً على الإطلاق، كما يقول المحللون.قال جوزيف كرافت، المحلل المالي والسياسي في شركة رورشاخ الاستشارية في طوكيو «إن التوصل إلى اتفاق سريع يعني تنازلات مفرطة من جانب أحد الطرفين»، مضيفاً «أعتقد أن استراتيجية اليابان هي الأولوية لمحتوى الاتفاق على الوقت، بينما يعطي ترامب الأولوية للوقت على المحتوى».