ارتفاع داو جونز وإس آند بي بفضل انتعاش اللحظات الأخيرة

أنهت مؤشرات داو جونز وستاندرد آند بورز 500 تعاملات، يوم الأربعاء، على ارتفاع، بعد موجة صعود متأخرة نجحت في تعويض التراجعات التي سادت معظم جلسة التداول، وذلك في أعقاب صدور بيانات أظهرت انكماش الاقتصاد الأميركي خلال الربع الأول للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.
وتراجع مؤشر ناسداك المركب بمقدار 14.98 نقطة أو 0.09% إلى 17,446.34 نقطة.
وكشفت وزارة التجارة الأميركية في تقرير أولي أن الناتج المحلي الإجمالي انكمش بنسبة 0.3% خلال الربع الأول من العام، مخالفاً التوقعات التي أشارت إلى نمو بالنسبة نفسها، وفقاً لاستطلاع أجرته رويترز.في المقابل، أظهر تقرير منفصل أن الإنفاق الاستهلاكي الشهري الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، قفز بنسبة 0.7% في مارس، متجاوزاً التوقعات التي أشارت إلى زيادة بنسبة 0.5%.وأشارت البيانات إلى أن الحرب التجارية، بما في ذلك الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أثّرت على هذه المؤشرات، حيث سارع المستهلكون والشركات إلى الإنفاق تحسباً لارتفاعات مستقبلية في الأسعار.وفي سياق منفصل، كشف تقرير «ADP» للتوظيف في القطاع الخاص عن تباطؤ مفاجئ في نمو الوظائف، حيث أُضيف 62 ألف وظيفة فقط خلال أبريل، مقارنة بتوقعات بلغت 115 ألف وظيفة، وبعد مراجعة هبوطية لرقم مارس إلى 147 ألف وظيفة.رغم هذه المؤشرات السلبية، أظهر مقياس للتضخم تباطؤاً في وتيرة ارتفاع الأسعار خلال مارس، ما هدّأ المخاوف من الدخول في حالة «ركود تضخمي»، حيث يتباطأ النمو بينما ترتفع الأسعار.وقال جيمي كوكس، الشريك الإداري في مجموعة هاريس المالية بولاية فيرجينيا: «لست متفاجئاً بأن الناتج المحلي الإجمالي لم يكن أسوأ، بالنظر إلى الارتفاع الكبير في الواردات، لكن الطلب المحلي الحقيقي لا يزال قوياً للغاية، ومن يستهِن بقوة المستهلك الأميركي يفعل ذلك على مسؤوليته».ويتوقع المتداولون الآن أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة بحلول نهاية العام، رغم تصريحات حذرة من رئيس البنك جيروم باول تشير إلى تباطؤ محتمل في تعديل السياسات النقدية.ويصادف يوم الأربعاء مرور 100 يوم على تولي ترامب الرئاسة، وهي فترة شهدت تغييرات حادة في سياسات التجارة والرسوم الجمركية، ما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق ومحو الحماسة الأولى التي أثارها فوزه المرتبط بتوقعات سياسات داعمة للأعمال مثل تخفيض الضرائب وتخفيف القيود التنظيمية.القطاعات والأسهم الأبرز:سجل قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية أداءً قوياً، مدعومًا بارتفاع أسهم شركة «مونديليز» (Mondelez) المصنعة للشوكولاتة والوجبات الخفيفة، بعد إعلان نتائج فصلية فاقت التوقعات.وعقب إغلاق السوق، كانت أنظار المستثمرين تتجه نحو نتائج شركتي ميتا (Meta) ومايكروسوفت (Microsoft)، وهما من أعضاء «السبعة الكبار»، لمعرفة توقعاتهم بشأن استثمارات الذكاء الاصطناعي التي ساعدت في دفع أسهم التكنولوجيا للارتفاع مؤخراً، ومع ذلك، تراجعت أسهم الشركتين قبل الإعلان عن النتائج.وفي مؤشر على تراجع زخم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، خفضت شركة Super Micro Computer توقعاتها للربع الثالث بسبب تأجيلات في إنفاق العملاء، فيما أعلنت شركة «سناب» (Snap) أنها لن تصدر توقعات مالية للربع الثاني، لتنضم بذلك إلى قائمة متزايدة من الشركات التي تسحب توقعاتها المستقبلية.وهبطت أسهم كل من Super Micro وSnap نتيجة لذلك.أما أسهم شركة «كاتربيلر» (Caterpillar) المدرجة في مؤشر داو، فقد شهدت تقلبات بعد نتائج فصلية مخيبة للآمال، قبل أن تنهي الجلسة بارتفاع طفيف.ورغم الانتعاش الذي شهدته الأسواق بعد التراجعات الحادة عقب إعلان ترامب فرض رسوم جمركية جديدة في 2 أبريل، لا يزال مؤشرا داو وستاندرد آند بورز مسجلين خسائر شهرية.