تيمو: الشحن من داخل أميركا لا يعني أن المنتجات مصنّعة فيها

في تحول لافت، أعلنت منصة التجارة الإلكترونية الصينية «تيمو» أنها بدأت بشحن جميع الطلبات داخل الولايات المتحدة من خلال بائعين محليين، بعد ساعات فقط من انتهاء صلاحية إعفاء جمركي رئيسي كان يسمح لها بدخول السوق الأميركية دون ضرائب.
يمثّل هذا التغيير تحولاً كبيراً في نموذج أعمال «تيمو»، فعلى غرار منصات صينية أخرى مثل «شي إن» و«علي إكسبريس»، كانت «تيمو» تستفيد سابقاً مما يُعرف بثغرة «دي مينيميس» (de minimis)، التي تسمح بدخول السلع التي لا تتجاوز قيمتها 800 دولار إلى الولايات المتحدة بدون رسوم جمركية أو تفتيش دقيق، ما أتاح لها إغراق السوق بمنتجات زهيدة الثمن.
«صُنعت في أميركا» غير صحيح ورغم أن «تيمو» أصبحت تستخدم مستودعات محلية للشحن، فإن ذلك لا يعني أن المنتجات مصنّعة في الولايات المتحدة، فالغالبية العظمى من منتجات «تيمو» و«شي إن» لا تزال تُصنع في الصين.وكانت هذه المنصات قد بدأت منذ سنوات بتوسيع شبكتها من المستودعات داخل أميركا لتقليص أوقات التوصيل، كما بدأت إدارة الرئيس جو بايدن العام الماضي في توجيه الانتقادات لثغرة «دي مينيميس»، وهو ما استشعرته الشركات الصينية كتحول في المناخ السياسي.ووفقاً للبروفيسور كريس تانغ، أستاذ إدارة سلاسل التوريد العالمية بجامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس، فقد بدأت «شي إن» منذ العام الماضي بشحن كميات ضخمة من البضائع إلى مستودعاتها الأميركية، وبحسب تقرير لـ«بلومبرغ» في فبراير، شرعت «تيمو» أيضاً بإعادة هيكلة سلسلة التوريد، وطلبت من مصانعها إرسال الشحنات بالجملة إلى الولايات المتحدة.لكن مع نفاد هذه المخزونات، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الشركة ستعيد تزويد السوق الأميركية بالمنتجات نفسها، أم أن السلع الجديدة ستكون خاضعة للرسوم الجمركية المفروضة.ماذا يعني ذلك للمستهلك الأميركي؟حالياً، تصل المنتجات الأجنبية إلى المستهلك الأميركي عبر موزعين محليين. ولا تكشف «تيمو» عن هوية المصنعين الذين تتعامل معهم، ما يزيد من الغموض.ويقول تانغ إنه إذا ظهرت حالات نقص في المعروض، فلدى «تيمو» خيارات محدودة: إما أن تعيد طلب المنتجات، ما سيكلفها وقتاً وأموالاً، أو تعرض بدائل من المنتجات المتوفرة، أو تلجأ إلى رفع الأسعار، وهو ما بدأته فعلياً الأسبوع الماضي.ورغم أن الموقع يوضح أن المنتجات المشتراة من المستودعات المحلية لا تشمل أي رسوم استيراد إضافية، فإن المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي أشاروا إلى نفاد عدد كبير من المنتجات.فقد كتب أحد مستخدمي «ريديت» أن نحو 60 منتجاً من سلة التسوق الخاصة به أصبحت فجأة غير متوفرة، وذكر آخر أن سلة تسوقه التي ضمت أكثر من 300 منتج انخفضت إلى اثنين فقط، إضافة إلى رسوم إضافية ما لم تتجاوز الطلبات المحلية 30 دولاراً.وقال أحدهم في منشور لافت: «تيمو انتهت! ما رأيته اليوم أقنعني تماماً. البائعون المحليون، رغم شرائهم بعض المنتجات بالجملة سابقاً، لا يملكون كل المنتجات التي كنت مهتماً بها».(راميشاه ماروف CNN)