2025 بين أسوأ بدايات إس آند بي500 تاريخياً.. فهل يتكرر سيناريو الانتعاش؟

بدأ عام 2025 بداية صادمة في الأسواق المالية، حيث شهد مؤشر ستاندر آند بورز 500 انخفاضاً بنسبة 10.2% خلال أول 73 يوم تداول، ما يجعله خامس أسوأ بداية سنوية في تاريخه، السبب الرئيسي يعود إلى تصاعد التهديدات التجارية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ ما أثار قلق المستثمرين وأشعل المخاوف من حرب تجارية جديدة.
فهل يعيد 2025 كتابة النهاية المثالية؟
متى كانت أسوأ البدايات؟
وفقاً لبيانات YCharts المستقاة من مدونة الخبير المالي «تشارلي بيللو»، جاءت السنوات الخمس الأسوأ على النحو التالي:
1. عام 1932 – الكساد الكبيرشهد المؤشر انخفاضاً هائلًا بنسبة 24.6% خلال أول 73 يوماً، وسط انهيارات مصرفية وبطالة جماعية وتراجع إنتاجي، رغم الارتداد لاحقاً بنسبة 13.1%، أنهى المؤشر العام بخسارة قدرها 14.8%.2. عام 1939 – بداية الحرب العالمية الثانيةتراجع المؤشر بنسبة 18.9% مع تصاعد التوترات الجيوسياسية التي مهدت لنشوب الحرب، ورغم هذا، تعافى المؤشر بنسبة 16.9% لينهي العام بخسارة أقل حِدة بلغت 5.2%.3. عام 2020 – جائحة كوروناانخفض المؤشر 13.3% مع انتشار الفيروس وفرض الإغلاقات، لكنه سرعان ما ارتد بقوة مدفوعاً بتحفيزات مالية ضخمة وصعود أسهم التكنولوجيا، ليحقق مكاسب سنوية بلغت 16.3%.4. عام 1942 – ضبابية الحرب العالمية الثانيةتأثرت الأسواق سلباً بمصير الحرب، فتراجع المؤشر بنسبة 11.4%. إلا أن تقدم الحلفاء أعاد الثقة، لترتفع الأسواق لاحقاً بنسبة 26.9% وينتهي العام بمكاسب 12.4%.5. عام 2025 – تهديدات ترامب الجمركيةتراجع المؤشر بنسبة 10.2% خلال أول 73 يوم تداول، بفعل تصريحات ترامب حول فرض رسوم جمركية جديدة، ومع ذلك، بدأ السوق في التعافي مع مؤشرات على تراجع حِدة نبرة ترامب، ما يفتح الباب أمام إمكانية تحقيق مكاسب مع نهاية العام.
نظرة شاملة على الأداء التاريخي
من خلال استعراض السنوات الأسوأ، يتضح أن الانخفاضات الحادة في بداية العام لا تعني بالضرورة نهاية سلبية للسوق، فعلى سبيل المثال:في عام 2020، ارتفع السوق 34.2% بعد البداية السلبية.في عام 1942، كانت ارتداد السوق قوياً أيضاً بنسبة 26.9%.وحتى في 1939، ارتفع المؤشر 16.9% بعد الانخفاض الأولي. وفي المقابل، شهدت أعوام أخرى مثل 2008 و2001 تدهوراً إضافياً في الشهور اللاحقة بسبب تعمق الأزمات الاقتصادية.
أين تقف السوق الآن؟
حسب بيانات أول مايو 2025، ارتد مؤشر إس آند بي 500 من أدنى مستوياته عند 4,982.77 ليصل إلى 5,604.14، أي أن الخسارة السنوية تقلصت إلى 4.7% فقط، ما يعزز الآمال بحدوث ارتداد إيجابي خلال النصف الثاني من العام.وكانت توقعات المؤسسات المالية في بداية 2025 تشير إلى مكاسب متوقعة بين 10-15% لهذا العام؛ ما يعني أن الفرصة لا تزال قائمة لتحقيق نمو إذا استقرت السياسة التجارية.