بشراكة إماراتية.. شرق بورسعيد على أعتاب التحول إلى مركز لوجستي عالمي

في خطوة استراتيجية تعكس طموحات القاهرة لتكون لاعباً محورياً في حركة التجارة العالمية، شهدت مصر توقيع اتفاقيات كبرى لتطوير واحدة من أضخم المناطق اللوجستية والصناعية في المنطقة، وذلك بالشراكة مع مجموعة موانئ أبوظبي. المشروع الجديد في شرق بورسعيد، الذي يمتد على مساحة 20 مليون متر مربع، ليس مجرد توسع عمراني، بل هو استثمار طويل الأمد في مستقبل سلاسل الإمداد والتصنيع في منطقة الشرق الأوسط، يعزّز مكانة مصر مركزاً اقتصادياً على ضفاف أهم شريان ملاحي في العالم؛ قناة السويس.
شهد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي سلطان الجابر توقيع اتفاقيات استراتيجية لتطوير منطقة لوجستية وصناعية متكاملة في شرق بورسعيد، بالشراكة بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي. يمتد المشروع الجديد على مساحة ضخمة تُقدّر بـ20 مليون متر مربع، ما يعادل 20 كيلومتراً مربعاً، ليصبح من أكبر المشاريع اللوجستية في المنطقة.
يشمل الاتفاق إنشاء وإدارة وتشغيل المنطقة الجديدة بنظام حق الانتفاع إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية الأطراف بين موانئ أبوظبي وشركة حسن علام القابضة لتطوير المنطقة نفسها، ما يعكس الثقة الإماراتية المتزايدة في مناخ الاستثمار المصري.الخطوة ليست مفاجئة، بل تأتي ضمن استراتيجية أوسع تتبناها مصر لتحويل موانئها ومناطقها الاقتصادية إلى مراكز تصنيع وتجارة إقليمية ودولية. تُعد شرق بورسعيد، التي تقع على مدخل قناة السويس الشمالي، واحدة من أهم المواقع الجاذبة للمستثمرين، نظراً لقربها من خطوط الملاحة العالمية، حيث تمر عبر القناة أكثر من 20 ألف سفينة سنوياً.شدد الرئيس الإقليمي لمجموعة موانئ أبوظبي، أحمد المطوع، على أهمية البنية التحتية المصرية، خاصة في شرق بورسعيد، التي تشمل شبكة طرق حديثة، وسكك حديد، وأنفاق تربط الضفتين الشرقية والغربية للقناة، ما يعزّز جاذبية المنطقة للمستثمرين الدوليين.لا تكتفي الحكومة المصرية بدورها بتوفير الأرض والبنية الأساسية، بل تقدّم مجموعة من الحوافز الجاذبة، من بينها أسعار تنافسية للطاقة، وإعفاءات جمركية، وبرنامج دعم للصادرات، ما يعكس رغبتها الجادة في تحفيز الاستثمار الأجنبي المباشر، خاصة في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.لطالما كانت منطقة شرق بورسعيد محط أنظار المستثمرين بسبب موقعها الفريد، ولكن السنوات الماضية شهدت زخماً متزايداً في تطويرها ضمن إطار خطة أشمل لتحويل محور قناة السويس إلى مركز اقتصادي عالمي. ومع دخول كيانات مثل موانئ أبوظبي وحسن علام، فإن المنطقة مرشحة للعب دور محوري في إعادة تشكيل سلاسل الإمداد في الشرق الأوسط.