ترامب يُمهل «تيك توك» مجدداً.. والرسوم الجمركية تعرقل الصفقة

ترامب يُمهل «تيك توك» مجدداً.. والرسوم الجمركية تعرقل الصفقة

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لا يمانع في تمديد مهلة 19 يونيو حزيران أمام شركة «بايت دانس» الصينية لتتخارج من أصول «تيك توك» في أميركا، إن لم تُبرم صفقة بحلول ذلك الوقت.
يأتي حديث ترامب في وقت حرج.. فالمهلة التي كانت محدّدة في يناير كانون الثاني الماضي لتوقف «تيك توك» عن العمل في أميركا تم تمديدها مرتين من قِبل ترامب نفسه، الذي يرى في التطبيق «نقطة قوة» بعد أن ساعده على كسب قاعدة من الناخبين الشباب خلال انتخابات 2024، بحسب تعبيره. لكنه أضاف بوضوح «تيك توك مهم.. وسيكون محمياً».

خلفية مختصرة.. من الحظر إلى المفاوضات

لكنه اختار عدم تنفيذ الحظر فوراً، وفضّل إعطاء مزيدٍ من الوقت للوصول إلى صفقة، وتم طرح مقترح بإنشاء شركة جديدة أميركية تتولّى إدارة «تيك توك» في السوق المحلية وتكون مملوكة لغالبية مستثمرين أميركيين. غير أن الصين أوقفت أي تقدم بعد إعلان ترامب فرض تعريفات جمركية باهظة وصلت إلى 145 في المئة على السلع الصينية.

الاقتصاد والسياسة.. تعقيد مزدوج

رغم أن مستثمرين أميركيين مقربين من «بايت دانس» قالوا إن العمل على الصفقة مستمر، فإن الوضع معقّد.. ترامب يؤكد أن بكين تريد الصفقة، لكنه يرفض خفض التعريفات الجمركية كشرط لبدء الحوار. قال الرئيس الأميركي «في مرحلة ما سأخفف هذه الرسوم، لأنه لا يمكن الاستمرار في التعامل معهم بهذا الشكل.. لكنهم حتماً يريدون العودة للأعمال معنا».في المقابل، يصرّ أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي على أن ترامب لا يملك صلاحية قانونية لتمديد المهلة، ويشيرون إلى أن الصفقة المقترحة لن تفي بالمعايير القانونية اللازمة لحماية الأمن القومي.

لماذا هذه المماطلة؟

تكشف تصريحات ترامب أن «تيك توك» لم يعد مجرد تطبيق، بل أصبح ورقة تفاوض حساسة في صلب العلاقة التجارية الأميركية – الصينية، التي تعاني توتراً متزايداً. استخدام ترامب للتطبيق كورقة انتخابية ووسيلة ضغط في المفاوضات يعكس تغيّراً في النظرة إلى شركات التكنولوجيا الكبرى، إذ باتت تُعامل كقوة جيوسياسية.الاحتمال المرجّح أن يتم تمديد المهلة مرة ثالثة، لكن من دون حل جذري، وخصوصاً إذا لم تُحلّ أزمة الرسوم الجمركية التي تعتبرها الصين «استفزازاً».. كل ذلك يترك المستثمرين الأميركيين والصينيين في حالة ترقّب.. ومصير «تيك توك» معلّق حتى إشعار آخر.(رويترز)