كوريا الشمالية تهدي روسيا عمالة رخيصة لسد العجز

كوريا الشمالية تهدي روسيا عمالة رخيصة لسد العجز

في أحدث صور تعميق التحالف بين كوريا الشمالية وروسيا، أرسلت بيونغ يانغ آلاف العمال لدعم الاقتصاد الروسي المتأزم، رغم العقوبات الدولية المفروضة على هذا النوع من التعاون.
يواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أزمة في القوى العاملة بسبب تراجع معدل المواليد والحرب الدائرة، إذ تشير تقديرات غربية إلى مقتل مئات الآلاف، إلى جانب فرار عدد مماثل من البلاد. وزارة العمل الروسية تتوقع ارتفاع العجز من 1.5 مليون حالياً إلى 2.4 مليون بحلول 2030، وفق صحيفة وول ستريت جورنال.

تزايد أعداد الكوريين الشماليين

ذكرت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية أن نحو 15 ألف عامل كوري شمالي دخلوا روسيا حتى الآن، كثير منهم باستخدام تأشيرات طلاب.. عدد الداخلين من كوريا الشمالية إلى روسيا عام 2024 ارتفع 12 ضعفاً مقارنة بالعام السابق، وفقاً لإحصاءات موسكو.

من الشرق الأقصى إلى موسكو

في الوقت الحالي يتمركز معظم العمال في الشرق الأقصى الروسي، لكن مسؤولين روساً عبروا عن رغبتهم في توسيع الانتشار ليشمل مدناً رئيسية مثل موسكو.ورغم الحظر الأممي الصارم المفروض منذ 2019 على تشغيل العمال الكوريين الشماليين في الخارج، فقد تجاهلت موسكو وبيونغ يانغ هذا الحظر في عدة مناسبات.أرسلت كوريا الشمالية في العام الماضي 12 ألف جندي لدعم روسيا في أوكرانيا، تلاهم 3 آلاف إضافيين هذا العام، وفقاً لمسؤولين كوريين جنوبيين. كما شملت المساعدات صواريخ باليستية، منها صاروخ تسبب في مقتل 12 شخصاً وإصابة 90 آخرين في كييف في أبريل نيسان.التعاون بين البلدين يتعمق في مجالات التجارة والتكنولوجيا، وحتى الهدايا الشخصية؛ إذ أهدى بوتين كيم سيارة ليموزين فاخرة، ووصف العلاقة بين البلدين بأنها «صداقة صُقلت في ميادين القتال».

الشرق الأقصى.. مركز تركيز العمالة

يرى الكرملين في الشرق الأقصى قاعدة صناعية استراتيجية، ويطمح لإحيائه عبر سياسات مثل منح الأراضي مجاناً، لجذب السكان والمستثمرين، وخاصة من الصين.نائب رئيس الوزراء الروسي، مارات خسنولين، اقترح استخدام الكوريين الشماليين في إعادة إعمار مناطق متضررة من الحرب، قائلاً إن «عامل بلاط كوري واحد يعادل اثنين من الروس».

العودة إلى ما قبل الحظر

قبل دخول الحظر الأممي حيز التنفيذ، كان أكثر من 30 ألف كوري شمالي يعملون في روسيا، خصوصاً في البناء وقطع الأخشاب؛ النظام الكوري يحتفظ بأكثر من 90 في المئة من رواتبهم، لكن حتى الرواتب المتبقية البالغة 100–200 دولار تُعد مغرية جداً في كوريا الشمالية.أندريه أورلوف، مدير شركة بناء في موسكو، قال إنه تعاقد مؤخراً مع وسيط كوري شمالي لإرسال 50 عاملاً هذا الصيف، على أن يرتفع العدد لاحقاً إلى أكثر من 300.. وأضاف «أرغب أن تكون شركتي الرائدة في استقطاب العمال الكوريين الشماليين».

هل يستطيع الكوريون سد العجز؟

على الرغم من العدد المتزايد، فإن العمالة الكورية الشمالية وحدها لن تتمكن من سد فجوة العمالة الروسية بالكامل، لكنها ستوفر دفعة قوية في مناطق مثل الشرق الأقصى.ووسط التحديات الدولية، يبدو أن موسكو وبيونغ يانغ مستمرتان في بناء شراكة استراتيجية تتجاوز العقوبات.