غياب التوظيف والاستثمار يفاقم اضطرابات حركة الطيران بأميركا

غياب التوظيف والاستثمار يفاقم اضطرابات حركة الطيران بأميركا

أدّى نقص مراقبي الحركة الجوية المعتمدين في الولايات المتحدة لسنوات إلى اضطرابات في الرحلات الجوية ومشكلات للمسافرين في أنحاء البلاد كافة، وكان آخرها في مطار نيوارك ليبرتي الدولي المزدحم في نيوجيرسي، حيث أدّت مشكلات ضعف التوظيف إلى تأخيرات كبيرة لليوم السابع على التوالي، وهو رقم قياسي.
وقال كيربي في رسالة يوم الجمعة تناول فيها قضية التأخيرات إن منشأة التحكم المسؤولة عن حركة المرور في نيوارك «تعاني نقصاً مزمناً في الموظفين منذ سنوات».

أعطال فنية

يقع مطار نيوارك، الواقع خارج مدينة نيويورك مباشرة، وهو يحتل المرتبة الرابعة عشرة من بين أكثر المطارات ازدحاماً في الولايات المتحدة عام 2024، وفقاً لمكتب إحصاءات النقل التابع لوزارة النقل.والمطار مركز رئيسي لرحلات شركة يونايتد إيرلاينز، التي أجلت أمس الأحد 232 رحلة وألغت 35 رحلة أخرى، وفقاً لموقع FlightAware لتتبع الرحلات، مع إتاحة خيار إعادة جدولة الرحلات للركاب.صرّح كيربي، الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز، بأن مشكلات المطار تنبع جزئياً من أعطال تقنية.في حالات متعددة خلال الأسبوع الماضي، تعطلت التكنولوجيا التي يعتمد عليها مراقبو الحركة الجوية في إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) لإدارة الطائرات القادمة والمغادرة من مطار نيوارك، ما أدّى إلى تحويل عشرات الرحلات الجوية، وتأخير وإلغاء مئات الرحلات، والأسوأ من ذلك كلّه، تعطل خطط سفر آلاف المسافرين، وفقاً لتصريح كيربي.وربط وزير النقل أعطال التكنولوجيا بنظام تكنولوجي قديم مستخدم في أنحاء منشأة مراقبة الحركة الجوية في المطار كافة، وفق تصريحاته في مؤتمر صحفي عُقد يوم الجمعة، وتعهد بتطبيق نظام جديد «متطور» في مرافق مراقبة الحركة الجوية في جميع أنحاء البلاد، سيكون «محط حسد العالم»، لكنه قال إن ذلك قد يستغرق من ثلاث إلى أربع سنوات.

نقص الكوادر

تتفاقم أعطال التكنولوجيا بسبب النقص في كوادر مراقبي الحركة الجوية على مستوى البلاد، ووفقاً للرئيس التنفيذي لشركة يونايتد كيربي، «فقد أكثر من 20 في المئة من مراقبي إدارة الطيران الفيدرالية في مطار نيوارك ليبرتي الدولي (EWR) وظائفهم».وتحتاج الولايات المتحدة إلى أكثر من 3 آلاف مراقب حركة جوية جديد للوصول إلى العدد الكافي من الموظفين، وفقاً للرابطة الوطنية لمراقبي الحركة الجوية، وهي نقابة تُمثل 10800 مراقب جوي محترف.قال كيربي «تذكّروا أن منشأة مراقبة الحركة الجوية هذه تعاني نقصاً مزمناً في الموظفين لسنوات، وبدون هؤلاء المراقبين، بات واضحاً أن مطار نيوارك لا يستطيع استيعاب عدد الطائرات المقرر تشغيلها في الأسابيع والأشهر المقبلة».ودعت رابطة مضيفي ومضيفات الطيران (CWA)، التي تُمثل 55 ألف مضيف ومضيفة طيران، جميع شركات الطيران العاملة في نيوارك إلى تقليص الرحلات المُخطط لها بسبب نقص الموظفين.وقالت سارة نيلسون، الرئيسة الدولية للرابطة، في بيان «ندعم كل جهد مُمكن لتأمين التمويل اللازم لتوفير الموظفين والموارد التي تأخرت لعقد من الزمن لتمكين مراقبي الحركة الجوية لدينا من أداء وظائفهم».ويستعد مطار نيوارك لموسم السفر الصيفي المزدحم.وشهد نيك دانيلز، رئيس نقابة المراقبين الجويين، أمام الكونغرس في مارس آذار، أن التوظيف في جميع أنحاء البلاد في أدنى مستوياته منذ ما يقرب من 30 عاماً.تُظهر أحدث البيانات الصادرة عن إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) في جميع أبراج المطارات ومرافق الوصول على مستوى البلاد، أن نحو 70 في المئة فقط من الوظائف المستهدف شغلها بنهاية سبتمبر 2023 تم شغلها بمراقبين جويين معتمدين، وعند إضافة المراقبين الجويين المتدربين، ترتفع هذه النسبة إلى نحو 79 في المئة.على الرغم من المبادرات المختلفة لتسريع وتيرة التوظيف وزيادة الراتب الابتدائي للمتدربين بنسبة 30 في المئة، فإن توظيف مراقبي الحركة الجوية والاحتفاظ بهم أمر صعب نظراً لمتطلبات الاعتماد الصارمة والإرهاق الناتج عن ساعات العمل الطويلة والطبيعة المجهدة لهذه الوظيفة، بالإضافة إلى عوامل خارجية مثل الاقتصاد والإغلاق الحكومي.وفي محاولة لسد النقص، سيتم تقديم برنامج حوافز جديد يشمل مكافآت للطلاب الذين يُكملون تدريبهم بنجاح في الرابطة الوطنية لمراقبي الحركة الجوية، ومكافآت للخريجين الجدد الذين يختارون الوظائف الأقل جاذبية، أو الوظائف التي تتطلب تكاليف مرتفعة بسبب طبيعتها، هذا بالإضافة إلى مكافآت سنوية بنسبة 20 في المئة للمراقبين الذين بلغوا سن التقاعد ولكنهم قرروا الاستمرار في العمل.