«أوبن إيه آي» تتمسك بهويتها غير الربحية وتعيد هيكلة ذراعها التجاري

أعلنت شركة «أوبن إيه آي» الأميركية أنها ستبقى تحت سيطرة مؤسستها غير الربحية، رغم استمرارها في خطة إعادة هيكلة ذراعها الربحي لجذب استثمارات جديدة في سباق الذكاء الاصطناعي المتسارع.
وقالت «أوبن إيه آي» في مدونة رسمية «اتخذنا القرار بأن تبقى المؤسسة غير الربحية هي الجهة المسيطرة، بعد حوارات مع مسؤولين مدنيين ومكاتب النائب العام في ولايتي كاليفورنيا وديلاوير».
وكانت الشركة قد كشفت في ديسمبر الماضي عن نيتها التحول إلى «شركة منفعة عامة»، وهو شكل قانوني يمنح مرونة أكبر لجمع التمويل وتحقيق أرباح إلى جانب أهداف اجتماعية. لكن الخطوة أثارت جدلاً واسعاً بشأن كيفية التوفيق بين الربح والمصلحة العامة، وحول ضمان عدم تحويل أصول المؤسسة الأم لمصلحة الكيان التجاري.يقضي القرار الأخير بأن تصبح المؤسسة غير الربحية هي المساهم الأكبر والمسيطرة على شركة المنفعة العامة التابعة، وهو ما وصفه بريت تايلور، رئيس مجلس إدارة «أوبن إيه آي»، بأنه «هيكل قريب للغاية من الوضع الحالي». فيما وصفه الرئيس التنفيذي سام ألتمان بأنه «تسوية كافية لإرضاء المستثمرين وتمكننا من تأمين التمويل الذي نحتاجه».تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه «أوبن إيه آي» إلى جذب تمويلات ضخمة لتطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI) النوع الذي يتجاوز قدرات البشر.ففي مارس آذار الماضي، أعلنت الشركة أنها تسعى لجمع تمويلات تصل إلى 40 مليار دولار بقيادة «سوفت بنك»، وذلك عند تقييم سوقي يبلغ 300 مليار دولار، لكن هذه الجولة كانت مشروطة بتحول الشركة إلى كيان ربحي قبل نهاية 2025.اليوم، وبموجب قرارها الجديد، قد تواجه الشركة بعض القيود التمويلية. إذ يرى محللون مثل جيل لوريا من «دي إيه دافيدسون» أن «استمرار السيطرة غير الربحية يحد من قدرة أوبن إيه آي على جمع التمويل، لأن المستثمرين يريدون عوائد على استثماراتهم، وهو ما يصعب تحقيقه تحت مظلة غير ربحية».يذكر أن هيكل «أوبن إيه آي» كان محط الأنظار في نوفمبر تشرين الثاني 2023، عندما شهدت الشركة إحدى أضخم الأزمات الإدارية في وادي السيليكون، إذ أطاح مجلس المؤسسة غير الربحية بـ ألتمان بسبب «انهيار في التواصل وفقدان للثقة»، قبل أن يعود إلى منصبه بعد خمسة أيام بدعم واسع من الموظفين والمستثمرين.
خلفية مختصرة
تأسست «أوبن إيه آي» في عام 2015 كمؤسسة غير ربحية تسعى لتطوير ذكاء اصطناعي آمن ومتاح للجميع. لاحقاً، أنشأت ذراعاً ربحية محدودة لجذب الاستثمار، وسط معادلة صعبة بين تسريع التطوير والحفاظ على المبادئ الأخلاقية.(رويترز)