جامعات أميركية تصدر سندات وسط مخاوف بشأن التمويل الفيدرالي

انضم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ( MIT ) إلى صفوف الجامعات المرموقة التي تتجه إلى سوق السندات لتعزيز وضعها المالي في ظل ظروف التمويل الفيدرالي غير المستقرة، إذ أعلنت وزارة التعليم الأميركية الاثنين الماضي تجميد مليارات الدولارات من المنح البحثية المستقبلية والمساعدات الأخرى لجامعة هارفارد.ويسير المعهد على خطى جامعات هارفارد وستانفورد وبرينستون بإصدار سندات خاضعة للضريبة، التي تفرض قيوداً أقل مقارنةً بالسندات المعفاة من الضرائب.
أكد نائب الرئيس التنفيذي وأمين الصندوق في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، جلين شور، على استراتيجية المعهد في إدارة الموارد بفعالية، قائلاً: “سيوفر لنا إصدار هذه السندات مرونة إضافية لتحقيق هذا الهدف”.تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه جامعات، بما في ذلك جامعة ييل، التي تخطط أيضاً لإصدار سندات بقيمة 850 مليون دولار، تحديات ناجمة عن تجميد إدارة ترامب للتمويل الفيدرالي عقب احتجاجات في الحرم الجامعي.
كان لتخفيضات التمويل الفيدرالي تأثيرٌ بالغ، حيث حصل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على 648 مليون دولار أميركي للأنشطة الممولة في السنة المالية 2024، بالإضافة إلى 1.3 مليار دولار أميركي من خلال مختبر ترعاه القوات الجوية الأميركية.ومع استمرار تحوّل ديناميكيات التمويل الفيدرالي، يظل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يقظاً في خططه الطارئة لضمان الاستقرار المالي .رغم الضغوط، يحافظ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على مركز مالي قوي، إذ يحمل تصنيف AAA من ستاندرد آند بورز غلوبال للتصنيفات الائتمانية، ووقفاً بقيمة 24.6 مليار دولار.مع ذلك، يحذر المحللون من أن التغييرات في التمويل الفيدرالي قد تؤثر سلباً على الأداء التشغيلي، ما يستلزم بذل جهود لخفض النفقات.تُصدر جامعات أميركية كبرى، مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وهارفارد، وييل، وبرينستون، سندات أو تُخطط لإصدارها، وتشمل إصداراتها الأخيرة أو المُخطط لها سندات بقيمة 750 مليون دولار لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، و850 مليون دولار لجامعة ييل، و750 مليون دولار (جزء من 1.2 مليار دولار) لجامعة هارفارد. يأتي هذا حيث أعلنت وزارة التعليم الأميركية الاثنين الماضي تجميد مليارات الدولارات من المنح البحثية المستقبلية والمساعدات الأخرى لجامعة هارفارد، حتى توافق أقدم جامعة في البلاد على عدد من المطالب من إدارة ترامب، حسب ما قال مسؤول رفيع في الوزارة.في رسالة إلى هارفارد، قالت وزيرة التعليم الأميركية ليندا ماكماهون إن الجامعة يجب أن تعالج القلق بشأن معاداة السامية في الحرم الجامعي، والسياسات التي تأخذ في الاعتبار عرق الطالب، والشكاوى من الإدارة التي تقول إن الجامعة تخلت عن سعيها لتحقيق «التميز الأكاديمي» بينما توظف عدداً قليلاً نسبياً من أعضاء هيئة التدريس المحافظين.وقالت ماكماهون في رسالتها: «هذه الرسالة لإعلامكم أنه يجب على هارفارد ألا تسعى للحصول على منح من الحكومة الفيدرالية بعد الآن، حيث لن يتم توفير أي منها».قالت جامعة هارفارد إن رسالة ماكماهون تؤكد على المطالب التي من شأنها فرض «سيطرة غير مسبوقة وغير صحيحة» على الجامعة، وتوجه تهديدات جديدة لـ«حجب التمويل» بشكل «غير قانوني» للبحوث المنقذة للحياة.وقال المتحدث باسم الجامعة: «ستواصل هارفارد أيضاً الدفاع ضد التجاوز الحكومي غير القانوني الذي يهدف إلى قمع البحث والابتكار الذي يجعل الأميركيين أكثر أماناً».تمثل خطوة تجميد التمويل المستقبلي تكتيكاً معدلاً قليلاً من إدارة ترامب، التي أثارت محاولاتها تجميد الأموال الحالية من الجامعات الكبرى شكوكاً قانونية.استهدفت إدارة ترامب جامعة هارفارد بسبب مزاعم معاداة السامية في الحرم الجامعي أثناء الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، وقد اندلعت الاحتجاجات بسبب الهجوم العسكري الذي شنته إسرائيل على غزة بعد الهجوم الذي شنه مسلحون من حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023.اتهم ترامب المحتجين المؤيدين للفلسطينيين بمعاداة السامية والتعاطف مع حماس، ويقول المحتجون، بما في ذلك بعض المجموعات اليهودية، إن الحكومة تخلط بين انتقادهم لأفعال إسرائيل في غزة ومعاداة السامية، وبين دعمهم لحقوق الفلسطينيين والتطرف.في الأسابيع الأخيرة، بدأت الإدارة مراجعة رسمية لنحو 9 مليارات دولار من التمويل الفيدرالي لجامعة هارفارد، وطالبت الجامعة بحظر ممارسات التنوع والمساواة والشمول، وبتشديد الإجراءات ضد بعض الجماعات المؤيدة للفلسطينيين والأقنعة في الاحتجاجات.رفضت جامعة هارفارد العديد من مطالب ترامب الشهر الماضي، معتبرة أنها هجوم على حرية التعبير والأكاديمية، ورفعت دعوى قضائية ضد إدارة ترامب بعد تعليق نحو 2.3 مليار دولار من التمويل الفيدرالي للمؤسسة التعليمية، بينما تعهدت أيضاً بمكافحة التمييز في الحرم الجامعي.وفي دعواها ضد إدارة ترامب، قالت هارفارد إن قطع التمويل الحكومي ستكون له «عواقب حقيقية في الحياة الواقعية للمرضى والطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والباحثين»، بينما يعرض أبحاثاً طبية وعلمية حاسمة للخطر.تمتلك جامعة هارفارد صندوقاً بقيمة 53 مليار دولار، وهو الأكبر من نوعه بين جميع الجامعات الأميركية، ولكن يتم تقييد استخدام هذه الأموال غالباً لاستخدامات محددة مثل المساعدات المالية والمنح الدراسية.