ترامب وقضايا المناخ.. ضغوط متزايدة وصناعات في خطر

لم تأتِ المئة يوم الأولى من حكم ترامب بجديد بشأن قضايا التغير المناخي، فالرئيس الأميركي الذي طالما كان رافضاً لدعم قضايا المناخ نفذ ما وعد سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ويقول أرتيم أبراموف، رئيس قسم أبحاث الطاقات الجديدة في ريستاد إنرجي، لـCNN الاقتصادية، عالمياً لاحظنا بالفعل تأثيراً كبيراً على الطريقة التي يتعامل بها الناس مع أهمية قضايا المناخ.
ترامب وقضايا المناخ
لم تمضِ أسابيع قليلة على تنصيب ترامب، حتى أعلن الانسحاب من اتفاقية باريس مرة أخرى، بعد أن كان قد انسحب في ولايته الأولى ثم عادت أميركا مرة أخرى كإحدى الموقعين على الاتفاقية في عهد الرئيس السابق جو بايدن.وتلزم الاتفاقية الدول الأعضاء فيها بالعمل على خفض انبعاثاتهم وكذلك التكيُّف مع آثار تغيّر المناخ.وقبل أيام كشفت الأرقام الجديدة موازنة أميركا المقترحة لعام 2026 عن خفض كبير في تمويلات متخصصة لدعم قضايا التغير المناخي والطاقة النظيفة.وبحسب البيانات فإن مخصصات الطاقة المتجددة ستنخفض بواقع 15 مليار دولار في الموازنة الجديدة، كما ستنخفض تمويلات المخصصة لمشروعات بناء نقاط شحن السيارات الكهربائية بواقع 6 مليارات دولار.
صناعة طاقة الرياح في خطر
وستطول قرارات ترامب الذي اتخذها بفرض رسوم جمركية على بعض السلع مثل الصلب بنسبة 25%، بعض الصناعات المتعلقة بتوليد طاقة جديدة مثل طاقة الرياح.ويعد الصلب مكوناً رئيسياً في صناعة طاقة الرياح خاصة المتعلقة بإنتاج التوربينات المولدة لطاقة الرياح.ويقول تقرير لفيتش سوليوشنز إن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب سترفع تكلفة كل من التصنيع المحلي واستيراد مكونات الرياح، ما سيزيد من إعاقة نمو الصناعة المحلية المتعلقة بإنتاج طاقة الرياح وكذلك الصناعة العالمية.وتُعد أميركا أكبر مشترٍ للصلب في العالم، إذ استوردت 26.2 مليون طن متري في عام 2024، أي ما يعادل 26.7 في المئة من إجمالي الصلب المستخدم في الولايات المتحدة خلال تلك الفترة الزمنية.وبحسب فيتش سوليوشنز فإنه سيتعين على مصنعي توربينات الرياح الذين يعتمدون على الصلب كمادة أساسية في صناعة أبراج وهياكل المحركات تحمل التكلفة الإضافية لهذا الصلب الخاضع للرسوم الجمركية. وسوف تنتقل هذه التكلفة جزئياً على الأقل إلى المستهلكين، ما يؤدي إلى تدهور وتيرة توسع طاقة الرياح في أميركا.ولن يتوقف الضرر على صناعة المكونات المستخدمة في إنتاج طاقة الرياح بأميركا فقط، إذ إن الأمر سيمتد إلى المصنعين الأوروبيين، بسبب الخسارة المتوقعة للتجارة مع أميركا.وتعد أوروبا ثاني أكبر مركز لتصنيع توربينات الرياح خارج الصين، إذ تستضيف نحو 19 في المئة من القدرة العالمية لتصنيع توربينات الرياح، وهذا مكنها بأن تصبح مصدراً صافياً لمكونات طاقة الرياح.وكانت أميركا وجهة تصدير رئيسية لمكونات الرياح الأوروبية نتيجة لكونها ثاني أكبر سوق لطاقة الرياح على مستوى العالم.وسيؤدي الانخفاض المتوقع للواردات الأميركية في بعض الرياح المعاكسة على المدى القصير بالنسبة صناعة مكونات إنتاج طاقة الرياح الأوروبية، مع سعي الأخيرة لإيجاد أسواقاً جديدة.وتقول فيتش سوليوشنز إن المصنعين الأوروبيين يواجهون ضربة مزدوجة تتمثل في فقدان القدرة على الوصول إلى الأسواق الأميركية وتكثيف المنافسة العالمية.ورغم ذلك تبقى التوقعات بناءة بالنسبة لمجال الطاقة الجديدة عالمياً، إذ يقول رئيس قسم أبحاث الطاقات الجديدة في ريستاد إنرجي، إن التوقعات الأساسية بالنسبة للتحول في مجال الطاقة جيدة.وبحسب أبراموف فإنه بالنسبة للقطاعات التي لديها فرص للنمو خلال السنوات الخمس إلى السبع المقبلة مثل الطاقة الشمسية أو تخزين الطاقة والمركبات الكهربائية، وهي محركات أساسية رئيسية لخفض الانبعاثات على مستوى العالم.