Help AG تحذّر: الهجمات السيبرانية تزداد والسيادة الرقمية على المحك

Help AG تحذّر: الهجمات السيبرانية تزداد والسيادة الرقمية على المحك

في عالم رقمي لا يهدأ، أطلقت Help AG، الذراع الأمنية لشركة «إي آند إنتربرايز»، تقريرها السنوي المرتقب «حالة السوق 2025»، كاشفة عن مشهد أمني يتغيّر بسرعة ويزداد تعقيداً في دول مجلس التعاون الخليجي. وعلى هامش في اليوم الأول من معرض ومؤتمر الخليج العالمي لأمن المعلومات «جيسيك جلوبال 2025»، الذي يُعقد بين 6 و8 مايو في مركز دبي التجاري العالمي.
ودقّت الشركة ناقوس الخطر: الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، وتسريبات البيانات تقود موجة تهديدات جديدة أكثر إصراراً وذكاءً، تفرض على المؤسسات إعادة النظر في استراتيجياتها الأمنية بالكامل.كشفت شركة Help AG، الذراع الأمنية لشركة «إي آند إنتربرايز» ومزود خدمات الأمنية المُدارة في المنطقة، عن تقريرها حالة السوق 2025.

وأفاد التقرير كيف أن الهجمات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي والتهديدات التي تركّز على البيانات والاستعداد للتكنولوجيا الكمّية تعيد تشكيل الاستراتيجيات الأمنية للمؤسسات والحكومات في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي.تصاعد غير مسبوق في الهجمات السيبرانيةوارتفعت الهجمات السيبرانية من نوع حجب الخدمة الموزعة (DDoS) في دولة الإمارات من 38,797 حالة عام 2019 إلى 373,429 حالة عام 2024، أي بزيادة بلغت 862.45%، والأخطر من ذلك أن هذه الهجمات أصبحت أكثر دقة واستمرارية، إذ استمرت إحداها أكثر من 35 يوماً دون انقطاع.وأوصى التقرير بأن التحوّل من «أمن المعلومات» إلى «الاستقلالية السيبرانية» بات واقعاً مُلحاً وفق التقرير. وأوضح ستيفان بيرنر، الرئيس التنفيذي لـHelp AG أن التحوّل الآن هو نحو الاستقلالية السيبرانية، حيث لا تكتفي الأنظمة بالحماية، بل تُدير القرار.ويُضيف أن بناء منظومات سيادية وموثوقة أصبح ضرورة في ظل التحوّل الرقمي الجذري الذي تقوده دول الخليج.أمّا نيكولاي سولينغ، المدير التقني في الشركة، فشدّد على أن المرونة الآن تعني حماية ما يشكّل مستقبلنا: الذكاء الاصطناعي، الكمّ، والمنصات الرقمية.التهديدات أصبحت ذكية وبحسب التقرير، فإن 90% من الحوادث السيبرانية في 2024 كانت بسبب التصيّد الاحتيالي، كثير منها تمّ عبر أدوات ذكاء اصطناعي توليدي يصعب تمييزها عن البشر.كما سجّل التقرير أن 66% من المؤسسات في الخليج تأثرت ببرامج الفدية، فيما أبلغت 36% من الشركات المتضرّرة عن تداعيات وصلت إلى مجالس الإدارة.واللافت أن المهاجمين باتوا يستخدمون أدوات تعاون سحابي وتطبيقات يومية لسرقة البيانات دون أن يلاحظ أحد.. هذه الهجمات الصامتة تجعل من تتبّع الخرق أمراً شبه مستحيل، ما يضاعف حجم الضرر.فيما لا تزال التكنولوجيا الكمومية في بداياتها، يرى خبراء Help AG أن تأثيرها الأمني قد يكون زلزالياً.. ويدعون إلى البدء فوراً باعتماد تقنيات التشفير لما بعد الكم، خصوصاً لحماية البيانات الحساسة طويلة الأجل.التوصياتفنّد التقرير الأولويات بسلسلة من التوصيات أبرزها:- حماية نماذج الذكاء الاصطناعي وواجهات البرمجة (APIs)- تعزيز إدارة الهوية والوصول (IAM) باستخدام المصادقة التكيفية والتحليل السلوكي- استراتيجية سحابية أكثر نضجاً للحد من أخطاء الإعداد والاختراقات- الاعتماد على أنظمة كشف واستجابة ذكية (UEBA/NDR) لمواجهة التعقيد المتزايد في الهجمات- دمج الأمن السيبراني بمنصات موحّدة لرفع الكفاءة وتقليل التعقيد- بناء مرونة سيبرانية حسب التصميم لضمان استمرارية العمل حتى بعد وقوع الحوادثفي وقتٍ تتسابق فيه الحكومات والشركات الكبرى لبناء اقتصادات رقمية متقدمة، يطرح تقرير Help AG سؤالاً محورياً: هل نحن مستعدّون لحرب سيبرانية لا تُدار بالبشر فقط؟