أولى محادثات أميركا وكندا.. ماذا حدث على طاولة الاجتماع؟

أولى محادثات أميركا وكندا.. ماذا حدث على طاولة الاجتماع؟

كانت الآمال تتجه ناحية التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وثاني شريك تجاري لها، كندا، أو حتى تهدئة للتوترات، ولكن المشهد لم يكن كذلك بين زعيمي الدولتين دونالد ترامب ومارك كارني.
وقال كارني على كندا: «إنها ليست للبيع، ولن تكون للبيع أبداً»، قابله رد ترامب يقول: «لا تقل أبداً، لا تقل أبداً».

وقال كارني «مع الاحترام، لن تتغير وجهة نظر الكنديين بشأن هذا الأمر».

هل يرفع ترامب الرسوم عن كندا؟

ومن جهة التعريفات الجمركية، وقبل الزيارة بين الرئيسين، خفف كارني من توقعات تحقيق تقدم في المحادثات مع ترامب، ومن جهته عندما سُئل ترامب عما إذا كان بإمكان كارني قول أي شيء لإقناعه برفع الرسوم الجمركية، أجاب: «لا».ويذكر أن ترامب فرض تعريفات على كندا بنحو 25 بالمئة، هذا بالإضافة إلى رسوم فرضت على السيارات والألومنيوم الواردة لأميركا.وقال ترامب للصحفيين خلال فعالية في البيت الأبيض، بحضور كارني الذي كان يجلس على بُعد خطوات قليلة: «لدينا عجز هائل مع كندا».وبلغ العجز التجاري للولايات المتحدة مع كندا 63.3 مليار دولار العام الماضي، وفقاً لمكتب الممثل التجاري الأميركي.وأضاف ترامب «لا نريد سيارات من كندا، ونفرض رسوماً جمركية على السيارات المقبلة منها، وفي مرحلة ما لن يكون من المنطقي اقتصادياً أن تصنع كندا تلك السيارات».وأوضح «لا نريد الصلب الكندي، ولا الألومنيوم الكندي، ولا أشياء أخرى مختلفة، لأننا نريد أن نكون قادرين على القيام بذلك بأنفسنا».تُعد كندا ثاني أكبر شريك تجاري فردي للولايات المتحدة بعد المكسيك، وأكبر سوق تصدير للسلع الأميركية، تدفقت سلع بقيمة تزيد على 760 مليار دولار بين البلدين العام الماضي. وقبل الاجتماع، أفادت وزارة التجارة الأميركية يوم الثلاثاء بأن فائض تجارة السلع الكندية مع الولايات المتحدة قد تقلص إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر في مارس، وهو الشهر الذي دخلت فيه رسوم ترامب الجمركية الباهظة على واردات الصلب والألومنيوم حيز التنفيذ، انخفضت الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة بمقدار 3.7 مليار دولار، وهو ثاني أكبر انخفاض على الإطلاق.

دعم كندا ليس في خطط ترامب

أكد دونالد ترامب ضرورة توقف الولايات المتحدة عن «دعم» كندا، وقال: «من الصعب تبرير دعم كندا بما يصل إلى 200 مليار دولار سنوياً»، مضيفاً: «نحن نحمي كندا عسكرياً، وسنفعل ذلك دائماً».ويشمل مبلغ الـ200 مليار دولار، والذي كثيراً ما يستشهد به ترامب، مقدار ما تستفيد به كندا من الإنفاق الدفاعي الأميركي، وفقاً لما صرّح به أحد أعضاء فريق ترامب الانتقالي لشبكة CNN في منتصف يناير، قبل عودته إلى منصبه.موقف الرئيسين من اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكنداتجنب كارني اقتراح تعديل جذري على اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، مكتفيا بالقول إن بعض جوانب الاتفاقية بحاجة إلى تغيير، بينما وصفها ترامب بأنها جيدة وممتازة لجميع الدول. قدّر البيت الأبيض سابقاً أن نحو 38 بالمئة من الواردات الكندية إلى الولايات المتحدة، ونحو نصف الواردات المكسيكية، مشمولة باتفاقية الولايات المتحدة-المكسيك- كندا الحالية، ولا تخضع حالياً للرسوم الجمركية الشاملة.جزء كبير من واردات كندا من الولايات المتحدة غير المشمولة بإعفاء الاتفاقية هي منتجات الطاقة، والتي تخضع حالياً لرسوم جمركية أقل بنسبة 10 بالمئة، ومن المقرر مراجعة الاتفاقية العام المقبل.

كارني ليس زيلينسكي الثاني

أشار ترامب إلى خلافه المشتعل في المكتب البيضاوي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير شباط، حتى لو كان ذلك فقط للإصرار على عدم تكراره.قال ترامب «لقد كان لدينا انفجار صغير آخر مع شخص آخر»، وأضاف في إشارة إلى مقابلته مع كارني: «كان ذلك مختلفاً كثيراً، هذه محادثة ودية للغاية».أقنع كارني، الذي حل محل رئيس الوزراء جاستن ترودو كرئيس للوزراء في مارس، الناخبين بأن خبرته في إدارة الأزمات الاقتصادية جعلته المرشح المثالي لتحدي ترامب.ويشتهر كارني بتقييم كلماته بعناية لكنه لا يزال يواجه تحدياً في التعامل مع ترامب المواجهة على أرض الرئيس الأميركي.قالت جينيفيف تيليير، عالمة السياسة في جامعة أوتاوا، لوكالة الأنباء الفرنسية «هذه لحظة مهمة للغاية بالنسبة لكارني، لأنه أصر خلال الحملة الانتخابية على أنه يمكن أن يواجه  ترامب».وأضافت أن إحدى النقاط لصالح كارني هي أنه ليس ترودو، رئيس الوزراء السابق البارع الذي اشتهر ترامب بكرهه والتقليل من شأنه باعتباره «حاكماً» لكندا.وفي نهاية المحادثات وصف كارني مقابلته مع ترامب بأنها «بناءة للغاية».