«بي واي دي» تخطط لبيع نصف سياراتها خارج الصين في 2030

«بي واي دي» تخطط لبيع نصف سياراتها خارج الصين في 2030

تهدف الشركة الصينية لتصنيع السيارات (بي واي دي) إلى بيع نصف سياراتها خارج السوق الصينية بحلول عام 2030، وهي زيادة هائلة من شأنها أن تجعلها منافسا لأكبر شركات صناعة السيارات في العالم.
وحدد المسؤولون التنفيذيون في الشركة هدف عام 2030 للمستثمرين في مجموعات صغيرة منذ أواخر العام الماضي، مؤكدين توسعها في أوروبا باعتبارها محورية لتحقيق الهدف.

قال وانغ تشوانفو، رئيس مجلس إدارة شركة بي واي دي، «إنه هنري فورد القرن الحادي والعشرين»، وأضاف روسو أن بي واي دي ستحقق على الأرجح هدفها المتمثل في بيع نصف سياراتها في الخارج، حيث تواجه منافسة أقل، وأضاف روسو: «أكبر مشكلة تواجهها هي تزايد المنافسة محليا».

هل تستطيع الشركة الوصول للهدف؟

يعد هذا الهدف عبئاً ثقيلاً حتى بالنسبة لشركة ذات معدل نمو محلي مذهل مثل بي واي دي حيث شكلت سوقها المحلية في الصين سوقاً أساسياً للشركة، إذ باعت في العام الماضي ما يقرب من تسعة من كل 10 سيارات من أصل 4.27 مليون سيارة.تنبع ثقة الشركة من نموها الهائل في الصين على مدى السنوات الخمس الماضية، بفضل السيارات الكهربائية والهجينة بأسعار معقولة. وتعتقد بي واي دي الآن «أن لديها المنتجات المناسبة لتكرار نجاحها الصيني في الأسواق الخارجية».ضاعفت مبيعات بي واي دي في أوروبا بأكثر من أربعة أمثال في الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024 لتصل إلى 37.201 سيارة، ما يمنحها حصة 4.1 بالمئة من سوق السيارات الكهربائية في القارة، وفقاً لشركة الأبحاث رو موشن.

ماذا تجني الشركة عند تحقيق الهدف؟

إن تحقيق الهدف الطموح المتمثل في بيع نصف سياراتها خارج الصين من شأنه أن يدفع بي واي دي-التي كانت شركة متوسطة الحجم قبل خمس سنوات- إلى قمة شركات صناعة السيارات العالمية من حيث مبيعات السيارات، لتنضم إلى عمالقة صناعة السيارات متعددة الجنسيات مثل تويوتا وفولكس فاغن. وقد أزاحت بي واي دي شركة فولكس فاغن العام الماضي عن عرش صناعة السيارات في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم.ومن المرجح أن تُثير طموحات بس واي دي قلق المسؤولين التنفيذيين في تلك الشركات، وكذلك منافستها في مجال السيارات الكهربائية، تسلا التي باعت 1.79 مليون سيارة كهربائية بالكامل في عام 2024.وعززت بي واي دي وشركات صناعة السيارات الصينية الأخرى حصتها في السوق الصينية بسرعة على حساب العلامات التجارية الأجنبية التي كانت مهيمنة سابقاً، وذلك من خلال استغلال سلاسل التوريد الأرخص لإطلاق موجة من السيارات الكهربائية والهجينة عالية التقنية. وارتفعت مبيعات بي واي دي العالمية إلى مستوى يليها مباشرةً فورد، وجنرال موتورو، بدءاً من أقل من 430 ألف سيارة في عام 2020.وعلى عكس تسلا التي تتبنى نهجاً يعتمد على السيارات الكهربائية فقط، تمتلك بي واي دي تشكيلة واسعة من السيارات الكهربائية بالكامل والهجينة القابلة للشحن. ومن المتوقع أيضاً أن تتفوق على تسلا هذا العام كأكبر بائع للسيارات الكهربائية بالكامل في العالم.ومع ذلك، فقد واجه التوسع الخارجي المبكر لشركة بي واي دي متاعب متزايدة؛ فقد ذكرت رويترز الشهر الماضي أن الشركة تُجري إصلاحات شاملة لعملياتها الأوروبية بعد أخطاء استراتيجية.

موقف منافسي بي واي دي

الآن، يتعين على العديد من المنافسين الذين يخسرون أمام العلامات التجارية الصينية في الصين صدّ غزوها لأوروبا وأميركا اللاتينية وأماكن أخرى.وصف جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، بي واي دي في مؤتمر للمستثمرين عُقد في فبراير شباط بأنها التهديد الرئيسي في «سباق عالمي» لتطوير سيارات كهربائية مربحة.. قال فارلي: «علينا التنافس والفوز على بي واي دي».كما اتخذت الحكومات الأجنبية خطوات لحماية شركات صناعة السيارات المحلية من الواردات الصينية. وتواجه بي واي دي وشركات السيارات الصينية الأخرى رسوماً جمركية على السيارات الكهربائية المشحونة إلى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أنها تواصل طرح طرازات جديدة هناك. ويجري الاتحاد الأوروبي محادثات مع الصين قد تُخفّض أو تُلغي هذه الرسوم.في الولايات المتحدة، أدت الرسوم الجمركية المرتفعة للغاية والحظر الوشيك على برامج وأجهزة السيارات الكهربائية الصينية إلى إعاقة شركات صناعة السيارات الصينية.ولتحقيق هدفها في التوسع العالمي، يجب على بي واي دي تحقيق اختراقات جادة في الأسواق الرئيسية، بما في ذلك ألمانيا واليابان والهند، وفقاً لتو لي، مؤسس شركة الاستشارات سينو أوتو إنسايتس.وقال: «سيكون من الصعب جداً تحقيق هذا الهدف دون الوصول إلى السوق الأميركية».ويقدر لي أن نمو مبيعات بي واي دي العالمية سيتباطأ ليصل إلى 5 ملايين وحدة هذا العام، مع نحو 80 بالمئة منها في الصين.(رويترز)