البنوك المركزية في أوروبا تواصل تخفيف إجراءاتها النقدية

البنوك المركزية في أوروبا تواصل تخفيف إجراءاتها النقدية

خالفت البنوك المركزية الأوروبية نظيرتها الأميركية، يوم الخميس، إذ خفضت أسعار الفائدة أو لمّحت إلى تخفيف سياساتها، حتى مع استمرار الاحتياطي الفيدرالي على سياسته الثابتة وترك المستثمرين في حيرة بشأن خطوته التالية.
وخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وألمح إلى مزيد من التيسير، بينما صرّح كلٌّ من البنك المركزي السويدي، والبنك المركزي النرويجي باحتمالية تخفيض أسعار الفائدة، إذ أشار الثلاثة إلى الرسوم الجمركية كتهديد للنمو.
ويُعِدّ البنك المركزي الأوروبي، الذي لن يجتمع إلا في أوائل يونيو حزيران، الأسواق لخفضه الثامن لأسعار الفائدة خلال 13 شهراً، مُجادلاً بأن التضخم الآن في مساره المستهدف تقريباً، وأن الرسوم الجمركية ستضر بالنمو. وحذّر بنك الاحتياطي الفيدرالي مساء الأربعاء من أن الاضطرابات قد تدفع كلاً من التضخم والبطالة إلى الارتفاع، ما يُشكّل قوىً مُتعارضة تستدعي استجابات سياسية مُختلفة، في إشارة إلى أن العالم قد يواجه انتظاراً طويلاً لتوجيهات أوضح.وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم بأول إنه لا توجد تكلفة حقيقية لانتظارنا في هذه المرحلة، يجب أن يكون هناك بعض الارتفاع في التضخم، ويجب أن يكون هناك بعض الارتفاع في البطالة، وهذا يتطلب استجابات مُختلفة. من ناحية أخرى، لم ير بنك إنجلترا المركزي أي مبرر للانتظار، إذ خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى 4.25 في المئة، بل ناقش اتخاذ خطوة أكبر، محذراً من أن الرسوم الجمركية قد زادت من حالة عدم اليقين، ومن المرجح أن تُضعف النمو العالمي.وقال محافظ بنك إنجلترا المركزي، أندرو بيلي، أظهرت الأسابيع القليلة الماضية مدى تقلب الاقتصاد العالمي، ولهذا السبب، علينا الالتزام بنهج تدريجي وحذر تجاه المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة. أبقى البنكان المركزيان في النرويج والسويد أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الحالي، لكنهما أشارا صراحةً إلى إمكانية تخفيف السياسة النقدية في المستقبل. وقال البنك المركزي السويدي إن حالة عدم اليقين الناتج عن السياسة التجارية الأميركية الجديدة تؤدي إلى ضغط هبوطي على التضخم في أوروبا. وارتفعت توقعات التضخم على المدى القصير في الولايات المتحدة، بينما انخفضت في منطقة اليورو.وأكدت معظم البنوك المركزية أن صدمة التجارة تتجاوز ما اعتادت عليه، وأنها تفتقر إلى الأدوات اللازمة للتعامل مع وضع سريع التغير يؤثر في المقام الأول على العرض، بدلاً من الطلب.وقال جان بوافيان، رئيس معهد بلاك روك للاستثمار إن هذا يختلف تماماً عن الركود المعتاد الناجم عن ضعف الطلب، مضيفاً أنه أشبه بما شهدناه في الجائحة.(رويترز)