كيف سيصلح ترامب ما أفسده بايدن لترميم الشراكة السعودية الأميركية؟

كيف سيصلح ترامب ما أفسده بايدن لترميم الشراكة السعودية الأميركية؟

عودة ترامب إلى الرياض ستكون من الباب الصغير لترميم العلاقات السعودية الأميركية بعد أن خرج من الباب الكبير قبل أربعة أعوام! الباب الصغير الذي أعادت المملكة صياغة حجمه ليتناسب مع مناورات بايدن الفاشلة لاستفزاز المملكة.مناورات بايدن لتسيس الموارد الطبيعية حاصرتها عبقرية الدبلوماسية السعودية وجعلت من إدارته أحد أكثر الإدارات الأميركية فشلاً على الإطلاق! تلك الدبلوماسية العبقرية التي واجهت نزعات بايدن العدائية بمناورات أكثر ألماً على الجانب الأميركي حيث أقحمت المملكة بكين في لعبة الكراسِي الدبلوماسية في الشرق الأوسط لتستبدل الأميركيين بالصينين لتعيد بايدن للمربع الأول خالي الوفاض، تتعامل المملكة بحكمة شديدة مع مختلف الإدارات الأميركية وتعلم تماماً أن الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة لا يجب أن تتأثر بسلوك إدارة معينة ورئيس عابر ذي أفق ضيق مثل بايدن! بل إنها توازن بين الحفاظ على الشراكة بما يضمن تحقيق المصالح الاستراتيجية المشتركة للطرفين بما لا يمس سيادة المملكة ومكانتها، عودة ترامب تأتي بعد أن قطعت المملكة منتصف الطريق نحو بناء منهجية اقتصادية مختلفة في سياساتها الخارجية مع الدول الحليفة والشركاء الاستراتيجيين وبعد أن قطعت منتصف الطريق نحو الانضمام لمجموعة بريكس، التحالف الذي يضم الدول الأسرع نمواً في الاقتصاد العالمي، وتكمن أهمية انضمام المملكة للمجموعة في إكمال سلسلة القيمة لاقتصاد المجموعة المتمثل بتأمين المواد الهيدروكربونية لضمان استدامة أعمال دول التحالف ونمو اقتصاداتها، لا شك أن ترميم العلاقات مع المملكة سيكون مكلفاً على إدارة الرئيس المنتخب ترامب فالشرخ الذي أحدثته إدارة بايدن يتطلب الكثير لإغلاقه! كما أن سياسات ترامب الحمائية دفعت الحلفاء لصفوف الأعداء وفي طريقها لإعادة تشكيل التحالفات العالمية لمواجهة اللا يقين الأميركي المبرر بنهج «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً»، في الوقت الذي يمثل انضمام المملكة لمجموعة بريكس إعادة لتعريف موازين القوى الاقتصادية العالمية وستجعل من المجموعة ذات أهمية توازي أهمية مجموعة السبع وهو ما تسعى الإدارة الأميركية لعرقلته.

ومن المحتمل أن تكون الصفقات التجارية المتمثلة في الجوانب الدفاعية والعسكرية والطيران والفضاء وكذلك الجانب التقني وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وجوانب أخرى تتعلق بصناعات معقدة مثل أشباه الموصلات والروبوتات أن تكون حاضرة في حقيبة الرئيس ترامب لكسب ود الرياض في فترته الرئاسية الثانية، سيعود ترامب مجدداً لترميم الشراكة الاستراتيجية مع المملكة ولكن بعد أن أظهرت بكين التزاماً في شراكتها مع المملكة بقدر أكبر من الولايات المتحدة كما أن بكين أظهرت أنها تعشق استثمار الفراغات السياسية والاقتصادية التي تحدثها الولايات المتحدة بقصد إحداث الضرر، عودة ترامب إلى الرياض ستكون مختلفة حيث إن الدبلوماسية السعودية تحمل شعاراً مختلفاً هذه المرة وهو “ستكون الولايات المتحدة حليفاً استراتيجياً وصديقاً للمملكة العربية السعودية ولكنها لن تكون شريكاً أمنياً واقتصادياً حصرياً والبدائل ستعمل متى ما دعت الحاجة وبفاعلية أكبر”.
تم إعداد هذه المقالة لصالح CNN الاقتصادية، والآراء الواردة فيها تمثّل آراء الكاتب فقط ولا تعكس أو تمثّل بأي شكل من الأشكال آراء أو وجهات نظر أو مواقف شبكة CNN الاقتصادية.