لولا يهاجم الرسوم الأميركية من موسكو.. العالم بحاجة إلى شراكات لا حواجز

في مشهد لافت جمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين داخل الكرملين، وجّه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا انتقادات لاذعة للسياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. إذ اعتبر أن الرسوم الجمركية الأحادية التي تفرضها واشنطن تقوّض حرية التجارة وتضر بفكرة التعددية التي يحتاج إليها الاقتصاد العالمي الآن أكثر من أي وقت مضى.
لم تكن زيارة لولا إلى موسكو، والتي جاءت في إطار الاحتفال بالذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، فقط رمزية، بل حملت أيضاً رسائل سياسية واقتصادية ثقيلة الوزن. فقد شارك في العرض العسكري إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ، في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية تحولات عميقة تعيد تشكيل موازين القوى.
هذه التصريحات تأتي في وقت تُعيد فيه أميركا تحت إدارة ترامب تعزيز سياسات الحمائية، ما أثار قلقاً متزايداً في صفوف الاقتصادات الناشئة والصاعدة.لكن لولا لم يكتف بالنقد، بل مدّ يده نحو شراكة أوسع مع موسكو، مشدداً على أن العلاقات بين البرازيل وروسيا يمكن أن تشهد نمواً كبيراً في هذه اللحظة التاريخية، ليس فقط في الجانب التجاري، بل أيضاً في مجالات التعاون الثقافي والعلمي والتكنولوجي.ولفت بشكل خاص إلى اهتمام بلاده بالتعاون مع روسيا في تطوير المفاعلات النووية الصغيرة، وهي خطوة تُظهر رغبة برازيليا في تنويع مصادر الطاقة واستثمار التكنولوجيا الروسية في هذا المجال الحيوي.تعتبر كلٌّ من البرازيل وروسيا من الأعضاء المؤسسين لمجموعة بريكس، التي باتت تضم اليوم إلى جانب الهند والصين وجنوب إفريقيا، أعضاءً جدداً مثل مصر والسعودية والإمارات وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران، في مؤشر على توسع واضح في نفوذ هذا التكتل.تضع تصريحات لولا وخطابه في موسكو البرازيل في موقع متقدم داخل هذه المنظومة الدولية المتحولة، وتبعث برسالة واضحة: في وجه الحواجز الأميركية، هناك بدائل وشراكات قائمة على المصالح المشتركة والانفتاح، وليس على الرسوم والقيود.(رويترز)