حفارات النفط والغاز العالمية تتراجع لأدنى مستوياتها في 3 سنوات

وسط ضبابية اقتصادية عالمية متزايدة وضغوط على أسعار الطاقة، أظهرت بيانات شهر أبريل نيسان 2025 من شركة بيكر هيوز أن عدد الحفارات النشطة حول العالم انخفض إلى 1,616 حفاراً، أي بتراجع 70 حفاراً مقارنة بشهر مارس آذار، و110 حفارات أقل مقارنة بأبريل 2024. هذه الأرقام تعيد العالم إلى مستويات نشاط لم تُسجَّل منذ ما قبل عام 2022، وتؤكد استمرار ضعف الزخم الاستثماري في قطاع النفط والغاز.
أميركا الشمالية تحت الضغط
قادت أميركا الشمالية هذا التراجع الحاد، مع انخفاض بلغ 62 حفاراً في أبريل نيسان مقارنة بشهر مارس آذار، ليصل الإجمالي إلى 725 حفاراً فقط.في الولايات المتحدة، تراجع العدد بواقع 6 حفارات، ليصل إلى 586 حفاراً، مقارنة بـ592 في الشهر السابق، و617 حفاراً في أبريل 2024، ما يعكس تراجعاً سنوياً قدره 31 حفاراً.وكان الجزء الأكبر من الهبوط في كندا، التي خسرت 56 حفاراً دفعة واحدة، بانخفاض شهري بلغ أكثر من 28 في المئة، ليصل إجمالي الحفارات إلى 138 فقط، مقارنة بـ194 في مارس آذار.
الشرق الأوسط وآسيا يتراجعان، وأوروبا تسجّل انتعاشاً طفيفاً
في الشرق الأوسط، انخفض عدد الحفارات إلى 335 حفاراً، مقارنة بـ339 في مارس، و343 قبل عام، أي بتراجع شهري بلغ 4 حفارات وسنوي قدره 8 حفارات.أما منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فسجّلت انخفاضاً أكثر وضوحاً بواقع 8 حفارات، ليصل الإجمالي إلى 203 حفارات، مقارنة بـ211 في مارس آذار، و237 في أبريل نيسان 2024.على النقيض، شهدت أوروبا انتعاشاً طفيفاً، حيث ارتفع عدد الحفارات إلى 126 في أبريل نيسان، بزيادة شهرية بلغت 5 حفارات وسنوية بـ6 حفارات، ما يعكس تحسناً حذراً في النشاط رغم التحديات التضخمية وسعر الصرف.
أميركا اللاتينية وإفريقيا على استقرار نسبي
في أميركا اللاتينية، استقر العدد الإجمالي تقريباً عند 130 حفاراً، بانخفاض طفيف قدره حفار واحد فقط مقارنة بشهر مارس آذار، لكنه يبقى أدنى بكثير من أرقام أبريل نيسان 2024 التي بلغت 166 حفاراً، أي بفقدان 36 حفاراً خلال عام واحد.أما إفريقيا، فحافظت على ثبات عدد الحفارات عند 97 حفاراً، دون تغيير عن الشهر السابق، لكنها فقدت 15 حفاراً مقارنة بالعام الماضي، حين بلغ العدد 112.
القراءة العالمية
إجمالاً، بلغ عدد الحفارات البرية حول العالم في أبريل 2025 1,415 حفاراً، مقارنة بـ1,480 في مارس، بينما بلغ عدد الحفارات البحرية 200 فقط مقارنة بـ206 في الشهر السابق، و256 قبل عام، وهذا يضع الإجمالي العالمي عند 1,616 حفاراً، وهو أدنى رقم منذ أواخر 2021.
الرسالة الأعمق
هذه الأرقام، رغم أنها تبدو مجرد تغيرات كمية، تعكس تحولات هيكلية في سوق الطاقة العالمي، فالمستثمرون أكثر حذراً، والأسعار ما زالت تحت الضغط، والتوجه العام يميل إلى خفض النفقات بدلاً من التوسع، حتى مع دعوات سياسية مثل «الحفر أولاً»، يبدو أن السوق ترد بلغتها الخاصة: خفض النشاط، والحذر من المستقبل.