صربيا تبقى متمسكة بأوروبا رغم علاقتها الوثيقة مع موسكو

صربيا تبقى متمسكة بأوروبا رغم علاقتها الوثيقة مع موسكو

وسط تزايد الضغوط الأوروبية، أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، أن صربيا لا تزال «ملتزمة تماماً» بمسار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، رغم الجدل الذي أثارته زيارة الرئيس ألكسندر فوشيتش الأخيرة إلى موسكو، وظهوره إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال احتفالات 9 مايو أيار.
شدد كوستا في مؤتمر صحفي مشترك مع فوشيتش على أن «الاحتفال بالتحرر قبل 80 عاماً لا يمكن أن يكون منسجماً مع الصمت تجاه غزو بلد اليوم»، في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، وأضاف أن التقدم في ملف عضوية صربيا في الاتحاد مشروط بمواءمتها مع السياسة الخارجية والأمنية لبروكسل.

ورغم هذا التوازن الدقيق، أكد فوشيتش أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لا يزال خيار بلاده الاستراتيجي، قائلاً «صربيا اليوم وغداً على الطريق الأوروبي. أقبل الانتقادات.. هذا هو هدفنا وإرادتنا السياسية».وأضاف أن بلاده «تدعم وحدة أراضي جميع دول العالم، بما في ذلك أوكرانيا»، في محاولة لتبديد مخاوف بروكسل من استمرار العلاقة الخاصة بين بلغراد وموسكو.لكن الاتحاد الأوروبي لا يزال يشكك في جدية التزام صربيا بالإصلاحات المؤسسية والانفصال التدريجي عن روسيا، خاصة في ظل استمرار زيارات عدد من الوزراء الصرب للأراضي الروسية، وغياب أي خطوات حقيقية لفرض عقوبات أو دعم علني لكييف.وفي منتصف أبريل نيسان الماضي، دعت مفوضة التوسع الأوروبية، مارتا كوس، إلى إصلاحات عاجلة في صربيا، مشيرة إلى أن توقعات الاتحاد من بلغراد لا تختلف كثيراً عن مطالب المتظاهرين الذين خرجوا ضد الفساد بعد حادث انهيار سقف محطة قطارات في مدينة نوفي ساد العام الماضي.رغم كل التناقضات، يبقى الاقتصاد هو الورقة التي توازن بها صربيا مواقفها.. أكثر من 60 في المئة من تجارتها تتم مع الاتحاد الأوروبي، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع الاستغناء عن الغاز الروسي.. على الأقل في الوقت الراهن.(رويترز)