هل تساهم تخفيضات قناة السويس في عودة السفن إلى البحر الأحمر؟

هل تساهم تخفيضات قناة السويس في عودة السفن إلى البحر الأحمر؟

تبدأ قناة السويس غداً تقديم تخفيضات على رسوم المرور بنسبة تصل إلى 15 في المئة لسفن الحاويات العملاقة لمدة 90 يوماً، وهي خطوة تهدف إلى حث شركات الشحن العالمية للعودة مرة أخرى للإبحار في البحر الأحمر.
وتهدف هذه التخفيضات إلى دعم مُلاك الحاويات العملاقة المتضررين من ارتفاع أقساط التأمين على العبور البحري، وتشجيع الخطوط الملاحية الكبرى على استئناف مرورها عبر القناة.

وأضافت: «نحن مستعدون لاستئناف عملياتنا في البحر الأحمر والإبحار عبر مضيق باب المندب حالما تتوافق الظروف مع معايير السلامة لدينا».وقال جاكوب لارسن، كبير مسؤولي الأمن والسلامة في BIMCO لمؤسسة لويدز ريجيستر، المتخصصة في تصنيف الشحن البحري إنه من الصعب تحديد مدى كفاية خصم عبور قناة السويس لإحداث تغيير في الموازين وإقناع مالكي السفن باستئناف رحلاتهم عبر البحر الأحمر. وقال إنه سيكون لكل مالك سفينة وطواقمه مستوياته الخاصة في تقبّل المخاطر.مخاطر التأمين ترتفع على الملاحة في البحر الأحمروبحسب شركة ترايدنت لوساطة التأمين ضد المخاطر الخاصة ومقرها هامبورج فإن قرار هيئة قناة السويس يهدف إلى استعادة الثقة وتعويض خسائر أحجام الشحن.ومنذ بداية التوترات في البحر الأحمر انخفضت حركة المرور بالقناة بشدة، ما أسهم في تراجع إيرادات قناة السويس بنحو 60 في المئة، لتتكبد مصر خسائر كبيرة في أحد أبرز مصادر العملة الصعبة بالبلاد.والتقى الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم، وفداً من مجموعة ميرسك، مطالباً المجموعة بتعديل جداول إبحارها والعودة التدريجية للعبور من قناة السويس في ضوء التطورات الإيجابية التي تشهدها الأوضاع الأمنية بمنطقة البحر الأحمر.وقال ربيع في بيان صحفي إن الهيئة استجابت لعدد من الخطوط الملاحية بمنح حوافز وتخفيضات مؤقتة بنسبة 15 في المئة لسفن الحاويات بحمولة صافية 130 ألف طن أو أكثر لتشجيع عودة الخطوط الملاحية للعبور من القناة.وتقول ميرسك إنها تواصل مراقبة الوضع عن كثب، وستعيد تقييم موقفها في حال حدوث أي تغييرات جوهرية في وضع السلامة.وبحسب شركة ترايدنت فإن هذه الخطوة تعد استراتيجية في الوقت الذي دفعت فيه أزمة البحر الأحمر وارتفاع أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب العديد من مالكي السفن إلى تغيير مساراتهم عبر رأس الرجاء الصالح، ما أدّى إلى زيادة أوقات الرحلات وتكاليف الوقود والمخاطر التشغيلية.وارتفعت تكلفة التأمين على الشحن البحري ارتفاعاً ملحوظاً خاصة لعدة مناطق عالية الخطورة مثل البحر الأحمر، إذ بلغت أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب في هذه المناطق بنسبة تصل إلى 200% خلال العام الماضي، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية. بينما تقول شركة ترايدنت لوساطة التأمين ضد المخاطر الخاصة إنها ستظل تراقب التحولات في البحر الأحمر من كثب، وخاصة كيفية تطور مخاطر الحرب والتعرض للاختطاف والفدية في المنطقة.