وزير الدفاع الأميركي: الولايات المتحدة قد «تستعيد» قواعدها في بنما

طرح وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يوم الأربعاء فكرة عودة القوات الأميركية إلى بنما «لتأمين» قناتها الاستراتيجية الحيوية، وهو اقتراح رفضته حكومة البلاد بسرعة.
ومنذ وصوله إلى السلطة في يناير، كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الادعاء بأن الصين تملك تأثيراً كبيراً جداً على القناة، التي تعالج نحو 40% من حركة الحاويات الأميركية و5% من التجارة العالمية.
وفي يوم الأربعاء، اقترح هيغسيث أن مجموعة القواعد العسكرية الأميركية السابقة التي تنتشر في بنما قد تُستخدم مرة أخرى لاستضافة القوات الأميركية، وقال إن الاتفاق الموقع مع بنما هذا الأسبوع يشكل «فرصة لإحياء، سواء كانت القاعدة العسكرية، محطة الطيران البحري، الأماكن التي يمكن أن يعمل فيها الجنود الأميركيون مع الجنود البنميين لتعزيز القدرات والتعاون بشكل دوري».وأشار هيغسيث إلى إمكانية إجراء «تدريبات مشتركة»، لكن ذكره للقوة «الدورية» من المرجح أن يثير ردود فعل غاضبة لدى البنميين، الذين يعتبرون ملكية القناة الوحيدة مصدراً للفخر الوطني الكبير.لطالما شاركت الولايات المتحدة في تدريبات عسكرية في بنما، لكن وجود قوة دائمة دورية -مثل تلك التي تحتفظ بها الولايات المتحدة في داروين، أستراليا- يعد أمراً مسموماً سياسياً بالنسبة لرئيس بنما الوسطي اليميني خوسيه راوول مولينو.وسرعان ما رفضت حكومته الفكرة.وقال وزير الأمن البنمي فرانك أبريغو في ظهور علني مشترك مع هيغسيث: «بنما أوضحت من خلال الرئيس (خوسيه راوول) مولينو أننا لا يمكننا قبول القواعد العسكرية أو المواقع الدفاعية».التهديد الصينيوقد تخللت زيارة وزير الدفاع الأميركي التي استمرت يومين العديد من التعليقات حول الصين وتأثيرها في أميركا اللاتينية.وقال هيغسيث إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع الصين، لكنها ستتصدى «لتهديدات» بكين في المنطقة.وقال وزير الدفاع الأميركي «نحن لا نسعى إلى الحرب مع الصين، وحرب مع الصين ليست حتمية على الإطلاق، نحن لا نسعى إليها بأي شكل من الأشكال».وأضاف «لكن معاً، يجب أن نمنع الحرب من خلال ردع تهديدات الصين في هذا المجال».وتدير القناة سُلطةُ بنمية مستقلة، وهي ملزمة قانونيًا بأن تكون مفتوحة لجميع الدول.لكن ترامب ركز على دور شركة هونغ كونغ التي تدير الموانئ في كلا طرفي القناة التي تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ منذ عقود.وأكد هيغسيث أن الشركات الصينية استحوذت أيضاً على الأراضي والبنية التحتية في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة والاتصالات، وأن الصين لها وجود عسكري كبير جداً في النصف الغربي من الكرة الأرضية.وقال هيغسيث «لا تخطئوا، بكين تستثمر وتعمل في هذه المنطقة لتحقيق مزايا عسكرية وكسب اقتصادي غير عادل.»تحت ضغط من البيت الأبيض، اتهمت بنما شركة «بورتس بنما» المدعومة من هونغ كونغ بعدم الوفاء بالتزاماتها التعاقدية ودعت إلى انسحاب الشركة من البلاد.وفي يوم الأربعاء، رفضت الشركة تدقيقاً مالياً أشار إلى أنها فشلت في دفع مبلغ 1.2 مليار دولار كان مستحقاً بموجب امتيازاتها.في الشهر الماضي، أعلنت الشركة الأم للموانئ «سي كي هاتشيسون» عن صفقة لبيع 43 ميناء في 23 دولة -بما في ذلك ميناءان في قناة بنما- إلى ائتلاف تقوده شركة بلاك روك الأميركية لإدارة الأصول مقابل 19 مليار دولار نقداً.وبعد ذلك، أعلنت بكين عن مراجعة لمكافحة الاحتكار لهذه الصفقة.وكانت الولايات المتحدة قد غزت بنما في عام 1989 للإطاحة بالديكتاتور مانويل نورييغا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 500 بنمي وتدمير أجزاء من العاصمة.