استحواذ يغير قواعد التجارة في إفريقيا.. «إي إف چي» تصبح شريكاً في «مكسب-واسوكو» من خلال «فاتورة»

أعلنت شركة إي إف چي فاينانس، الذراع التمويلية غير المصرفية لمجموعة إي إف چي القابضة، عن استحواذها على «فاتورة»، المنصة المصرية المتخصصة في التجارة الإلكترونية بين الشركات B2B، ضمن شراكة استراتيجية مع الكيان المندمج «مكسب-واسوكو» الذي يشكّل اليوم إحدى أكبر المنصات العاملة في التجارة وسلاسل الإمداد بالقارة الإفريقية، نقلاً عن بيان صحفي للشركة.
وصف الرئيس التنفيذي لـ«مكسب-واسوكو»، بلال المغربل، الصفقة بأنها «أكثر من مجرد توسع»، بل تمثّل خطوة استراتيجية لإعادة تعريف تجربة البيع بالتجزئة عبر حلول التكنولوجيا المالية المتكاملة. ويأتي دمج «فاتورة» ضمن المنصة تحت الهوية الموحدة للمجموعة ليعزز من شبكة التوزيع التي تشمل اليوم أكثر من 626 تاجر جملة في 16 مدينة مصرية، بينها 5 مدن جديدة على خريطة مكسب.

من جانبه، قال علاء العفيفي، الرئيس التنفيذي لإي إف چي فاينانس، إن هذا التحرك يؤكد التزام المجموعة بدفع الابتكار في التكنولوجيا المالية، وإن دخولها كشريك مؤثر سيُسهم في تسريع النمو وتحقيق كفاءة تشغيلية أوسع على مستوى المنطقة.ستمنح الخطوة أيضاً لتجار التجزئة إمكانية الوصول إلى تسهيلات ائتمانية عبر تطبيق موحد، بما يسمح بتوسيع المخزون وزيادة المبيعات والنمو بشكل مستدام، وهي نقطة حيوية في أسواق تفتقر إلى التمويل التقليدي وتواجه تحديات في كفاءة سلاسل الإمداد.بحسب التقديرات الأولية، من المتوقع أن تمثل «فاتورة» 25 في المئة من إيرادات مكسب في مصر بنهاية 2025، مع توقعات بمضاعفة الإيرادات عند تطبيق نموذجها الرقمي في الأسواق الأخرى. وقد تأسست «فاتورة» عام 2019، ثم استحوذت عليها «تنمية» التابعة لإي إف چي في 2022، ونجحت منذ ذلك الحين في تقديم نموذج خفيف الأصول يربط نقاط سلسلة التوريد ببساطة وفعالية.يسعى الكيان المندمج لترسيخ موقعه كمزوّد رئيسي للتكنولوجيا والخدمات المالية لتجار التجزئة الذين لا يحصلون على خدمات كافية في أنحاء إفريقيا.وتشير البيانات إلى أن مكسب-واسوكو بات يغطي أكثر من 9 في المئة من مبيعات التجارة الإلكترونية في مصر بخدمات التمويل، مع خطط لتوسيع هذا الرقم بشكل تدريجي.تعكس عملية الاستحواذ ديناميكية السوق الإفريقية وتزايد التنافس في تقديم حلول رقمية تستهدف شريحة التجزئة غير المخدومة تقليدياً، كما تسلط الضوء على توجه جديد تقوده شركات تمويل كبرى مثل إي اف چي، يقوم على الاستثمار في التكامل بين التكنولوجيا المالية وسلاسل الإمداد، بدلاً من الفصل بين التمويل والتجارة.ومن شأن هذه الصفقة أن تخلق تأثيراً متسلسلاً في الأسواق المحلية، حيث تعزّز من الشمول المالي، وتدفع بالتحول الرقمي، وتقلل من الفجوة بين الموردين والتجار، خصوصاً في البيئات الاقتصادية منخفضة التنظيم.الصفقة ليست فقط دليلاً على نضج بيئة الاستثمار التكنولوجي في مصر، بل على رؤية متكاملة لخلق بنية تحتية رقمية للتجارة في إفريقيا، تمكّن صغار التجار، وتعيد رسم قواعد اللعبة في قطاع التجزئة.