نافال الفرنسية لـCNN الاقتصادية: نطور صناعة بحرية مبتكرة ومستدامة بفضل القدرات الإماراتية

في وقتٍ تسرّع فيه دولة الإمارات خطواتها نحو تمكين صناعاتها الدفاعية المحلية، تؤكّد مجموعة نافال الفرنسية التزامها العميق بالمساهمة في هذا التوجّه، من خلال شراكة استراتيجية طويلة الأمد تشمل بناء القدرات المحلية، نقل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر الإماراتية.
من تصنيع الفرقاطات إلى التكامل المحلي
وأوضح أن السفن تتضمن أحدث أنظمة القتال، مثل نظم الدفاع الجوي والحرب المضادة للغواصات، مع تكامل تام مع الطائرات المروحية والمسيرة، مشيراً إلى أن مجموعة من الأنظمة المستخدمة داخل السفن مصنّعة محلياً في الإمارات، ما يعكس تطور التعاون الصناعي بين الجانبين.شراكات استراتيجية طويلة الأمدأشار باتو إلى أن نافال لا تكتفي بالتوريد، بل تركز على الشراكة الصناعية المستدامة، فقد تم توقيع اتفاقية مع شركة أبوظبي لبناء السفن (ADSB) في 2023 لتنفيذ أعمال الصيانة داخل الدولة، بالتعاون الكامل مع الكفاءات الإماراتية.كما تعمل المجموعة بشكل وثيق مع شركاء محليين مثل «إيدج» و«مراكب» على برامج نقل تكنولوجيا وأبحاث مشتركة، من أبرزها إطلاق برنامج إدارة القتال السيادي (CMS) في يونيو 2024، بالتعاون مع مجلس توازن، لتوفير حلول وطنية للسفن القتالية المستقبلية.نافال و«اصنع في الإمارات».. دور غير تقليدي لشريك دوليورغم أن نافال شركة فرنسية، فإن مساهمتها تقع ضمن إطار مبادرة «اصنع في الإمارات» بشكل واضح، فالمبادرة لا تقتصر على المنشأ الوطني للشركات، بل تستهدف كل من يسهم في توطين التصنيع، نقل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر المحلية.وفي هذا السياق، تلعب نافال دوراً فعّالاً من خلال دمج أنظمة إماراتية في منصاتها، وتدريب مهندسين إماراتيين، وتوسيع القدرات الصناعية الدفاعية داخل الدولة، بالتعاون مع شركاء محليين في القطاعين العام والخاص.الكادر الوطني في صلب الاستراتيجيةتضع نافال تطوير الكوادر الإماراتية في صميم استراتيجيتها، من خلال برامج تدريب فني متخصصة للضباط والمهندسين والفنيين، تشمل التدريب العملي في فرنسا عبر مبادرة EGAP، إضافة إلى شراكات تعليمية مع مؤسسات مثل جامعة خليفة والسوربون أبوظبي.ومن النماذج البارزة، المهندس الإماراتي علي المهيري، الذي يشغل دوراً محورياً في دعم العمليات مع البحرية الإماراتية، ويُسهم في تنسيق المشاريع بما يتماشى مع أولويات الدولة في تطوير قطاعها الصناعي الدفاعي.رؤية صناعية منسجمة مع الأجندة الوطنيةتتماهى استراتيجية نافال مع مبادرات وطنية كبرى مثل مشاريع الخمسين وOperation 300bn، من خلال زيادة المحتوى المحلي، وتوطين الخدمات الهندسية، وتعزيز مساهمة الصناعات الدفاعية في الناتج الصناعي غير النفطي.وقال باتو إن الخطط المستقبلية للمجموعة تشمل تعزيز الخدمات الفنية في الداخل، وزيادة إشراك المهندسين والفنيين الإماراتيين في أعمال الصيانة والدعم، واستكشاف فرص التصنيع المشترك مع شركاء محليين.شراكة طويلة المدى من أجل بناء قاعدة صناعية بحريةتسعى نافال، وفق رؤية بعيدة المدى، إلى ترسيخ وجودها في الإمارات ليس كمجرد مزوّد، بل كشريك صناعي فعّال يدعم بناء قاعدة بحرية وطنية قادرة على الابتكار، والإنتاج، وتصدير المعرفة والتقنيات إلى دول الجوار والمنطقة الأوسع.واختتم باتو بالقول: نطمح إلى نموذج تعاون حقيقي، تُصبح فيه الإمارات شريكًا صناعيًا فاعلًا، لا مجرد متلقٍ للتقنيات.