تراجع أسعار البطاريات يعزز المنافسة ويفتح المجال لسيارات كهربائية بتكاليف منخفضة.

تراجع أسعار البطاريات يعزز المنافسة ويفتح المجال لسيارات كهربائية بتكاليف منخفضة.

في الوقت الذي ظلت فيه التكلفة العالية عائقاً أمام انتشار السيارات الكهربائية، جاء عام 2024 ليقلب الموازين، مع هبوط أسعار البطاريات بنسبة تفوق 25%، ما مهد الطريق لثورة في الأسعار، خاصة في الصين التي باتت تقترب من كسر الحاجز الأكبر: تقارب الأسعار مع السيارات التقليدية.
فما الذي تغيّر في سوق البطاريات؟ ولماذا أصبحت الصين اللاعب الأكثر تقدماً؟ وكيف ستؤثر التطورات المقبلة على مستقبل السيارات الكهربائية في أوروبا وأميركا؟تراجع تكاليف الملكية يدعم انتشار السيارات الكهربائية

رغم أن السيارات الكهربائية لا تزال أغلى من نظيراتها التقليدية عند الشراء، فإن انخفاض تكاليف الوقود والصيانة جعل من امتلاكها خياراً أكثر توفيراً على المدى الطويل، ومع ذلك لا يزال سد فجوة السعر الأولي عند الشراء أمراً حاسماً لتوسيع اعتمادها عالمياً، ففي أوروبا مثلًا كشفت دراسة للمفوضية الأوروبية في عام 2023 أن السعر المرتفع للسيارات الكهربائية هو العائق الرئيسي أمام شرائها، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.أسعار البطاريات تنخفض عالمياً وتخفض تكاليف التصنيعشهد عام 2024 انخفاضاً بأكثر من 25% في متوسط أسعار حزم البطاريات عالمياً مقارنة بعام 2023، رغم الزيادة الطفيفة في حجم البطاريات، هذا الانخفاض أسهم في تقليص تكاليف تصنيع السيارات الكهربائية وانعكس مباشرة على أسعار البيع في بعض الأسواق.في الصين مثلاً، انخفض متوسط سعر سيارات الدفع الرباعي الكهربائية بنسبة تقارب 10%، تماشياً مع انخفاض أسعار البطاريات بنسبة 30%، في الولايات المتحدة أدى انخفاض بنسبة 15% في أسعار البطاريات إلى تراجع طفيف بنسبة 3% في أسعار السيارات الكهربائية، أما في ألمانيا فقد ارتفعت الأسعار رغم انخفاض البطاريات، ما يبرز دور عوامل أخرى مثل مستويات التجهيز واستراتيجيات التسعير.تفاوت في توفر السيارات الكهربائية منخفضة التكلفةفي عام 2024، لا تزال خيارات السيارات الكهربائية محدودة وباهظة الثمن في الأسواق الأوروبية والأميركية مقارنة بالسيارات التقليدية، بينما في الصين كان هناك تقارب ملحوظ بين توزيع الأسعار للسيارات الكهربائية وتلك العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي، حيث كانت 40% من السيارات الكهربائية المتوفرة أقل من 25 ألف دولار، وهي نسبة قريبة من السيارات التقليدية (45%).هذا التوجه أسهم في جعل سعر البيع الوسيط للسيارات الكهربائية في الصين نحو 24 ألف دولار فقط، أي أقل بنحو 700 دولار من نظيراتها التقليدية.مركبات هجينة بأسعار متفاوتة عالمياًشهدت أسعار السيارات الهجينة القابلة للشحن (PHEV) انخفاضاً ملحوظاً في الصين، خاصة في فئة السيارات المتوسطة والدفع الرباعي، بانخفاض بلغ 15% و7% على التوالي بين 2023 و2024، بينما ارتفعت الأسعار في ألمانيا بسبب زيادة حجم البطاريات، في أوروبا لم يكن هناك سوى طراز هجين واحد تحت عتبة الـ40 ألف دولار، مقارنة بـ40 طرازاً كهربائياً و155 تقليدياً.الصين تتصدر سباق الأسعار وتدفع بالتحول الكامل للكهرباءتتمتع الصين بأفضل مستوى من القدرة التنافسية في الأسعار، خاصة في السيارات الصغيرة، حيث كانت أسعار السيارات الكهربائية أقل بنحو 50% من نظيراتها التقليدية، ما ساعد في رفع نسبة مبيعاتها إلى 95% في هذه الفئة عام 2024، ومع أن هذه الفئة تمثل أقل من 10% من السوق، إلا أن التحول شمل أيضاً فئة الدفع الرباعي، الأكثر شعبية في الصين، حيث تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية في هذه الفئة نظيراتها التقليدية من حيث الأسعار لأول مرة.في الفئة المتوسطة، انخفضت الفجوة السعرية بين السيارات الكهربائية وتلك التقليدية من 40% في عام 2021 إلى 20% في 2024، للمرة الأولى أصبحت السيارات الهجينة القابلة للشحن في هذه الفئة أرخص بنحو 10% من مثيلاتها التقليدية، ما أدى إلى تضاعف المبيعات وتجاوز نسبة السيارات الكهربائية ثلث المبيعات في الفئة المتوسطة.استقرار الأسعار يعيق التبني الواسع في أوروبافي أوروبا، لا تزال الأسعار مرتفعة نسبياً بسبب توجه شركات السيارات نحو النماذج الربحية الفاخرة، في ألمانيا لم تنخفض الفجوة السعرية للسيارات الكهربائية الصغيرة كثيراً، إذ بلغت في 2024 نحو 45% مقارنة بـ50% في 2023، بل إن الفجوة السعرية لسيارات الدفع الرباعي الكهربائية ارتفعت إلى 20%، وفي المملكة المتحدة لم يشهد السوق تحسناً يُذكر أيضاً، وظلت الفجوة السعرية لسيارات الدفع الرباعي الكهربائية في حدود 30%.توقعات بانفراجة في الأسعار بفضل معايير الانبعاثات الجديدةمع دخول معايير الانبعاثات الكربونية الأوروبية الجديدة حيز التنفيذ في 2025، يُتوقع أن تطلق شركات تصنيع السيارات، الأوروبية والأجنبية، طرازات كهربائية بأسعار أقل من 25 ألف يورو، من بين الشركات التي أعلنت عن هذه النماذج رينو، وفولكسفاغن، وهيونداي، وBYD، وهو ما قد يسهم في تسريع التحول الكهربائي في أوروبا.