منع الطلاب الدوليين يثير الجدل: هل سيتخلى ترامب عن أقوى أسلحة أمريكا؟

المزيد من الخطر تواجهه «القوة الناعمة» الأميركية، بسبب قرارات إدارة الرئيس دونالد ترامب والذي كان آخرها منع تسجيل طلاب أجانب في جامعة هارفرد في الولايات المتحدة.
اعتراضات واسعة على القرار
وسرعان ما صدرت ردود فعل منتقدة للقرار، خصوصاً في بكين، في ظل تنافس شرس بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ في العالم.
من جهتها، دعت السلطات في هونغ كونغ السبت الجامعات في المدينة الصينية إلى استقبال «عدد كبير من الطلاب من كل أرجاء العالم»، ووعدت باعتماد تدابير تسهيلية لتسجيلهم.في معرض انتقادها للقرار الذي يستهدف جامعة هارفرد، رأت السيناتور الديموقراطية جين شاهين أن «الطلاب الأجانب يسهمون في اقتصادنا، ويدعمون الوظائف في الولايات المتحدة، ويشكلون أكثر أدواتنا فعالية في مجال الدبلوماسية والقوة الناعمة»، وأضافت في بيان أن «هذا العمل المتهور يسبب ضرراً دائماً لنفوذنا العالمي».وتخرج من جامعة هارفرد رئيس الوزراء الكندي الحالي مارك كارني والرئيس التايواني لاي تشينغ تي، وحصلت الجامعة الأميركية المرموقة على مهلة موقتة الجمعة، عندما علقت المحكمة تنفيذ القرار الذي أثار الذعر في العالم.
كيف يهدد ترامب القوة الناعمة؟
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني، انخرط ترامب في معركة أيديولوجية ترمي إلى إنهاء عقود من البرامج التي تروج للتنوع في الولايات المتحدة وخارجها.كما أمر باقتطاعات ضخمة للمساعدات الخارجية الأميركية مستهدفاً الأبحاث الجامعية، ما أثار مخاوف بشأن هجرة العقول، وإغلاق عدد من وسائل الاعلام، مثل إذاعة «صوت أميركا» التي علقت بثها الآن.ومطلع مايو أيار، هدد ترامب بفرض ضريبة بنسبة 100 بالمئة على الأفلام التي تُعرض في الولايات المتحدة ويتم تصويرها في الخارج، وهو قرار أدى إلى تبعات وخيمة.كما استهدف مؤسسة سميثسونيان الثقافية في واشنطن والتي اتهمها الرئيس الجمهوري باعتماد «أيديولوجيا مضرّة»، ومركز كينيدي الثقافي المرموق في العاصمة الفيدرالية.لكنّ منتقدي ترامب يرون أن هذه القرارات، بالإضافة إلى الحرب التجارية، تضر بصورة الولايات المتحدة في الخارج وبقدرتها على الجذب، حتى إنها تؤثر على قدوم السياح إلى الولايات المتحدة.
الطلاب يسجلون أعداداً قياسية
تستقطب الجامعات الأميركية مئات الآلاف من الطلاب الأجانب سنوياً، لا سيما من آسيا، ففي العام الدراسي 2024-2025، تسجل نحو 1.126 مليون طالب أجنبي في الجامعات الأميركية، وهو عدد قياسي، بحسب بيانات معهد التعليم الدولي.وتأتي الهند في مقدمة الدول ثم الصين وتليها كوريا الجنوبية، خصوصاً في مجالات الرياضيات وعلوم الكمبيوتر والهندسة.
لماذا أخذ ترامب القرار؟
وتعتقد إدارة ترامب أن الجامعات الأميركية، بما فيها هارفرد، أصبحت حاضنة للأفكار اليسارية المتطرفة والتقدمية، مشيرة إلى وجود هدر كبير في برامج التنوع غير الضرورية.وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس الخميس «لديك ابن رائع حقق نجاحاً باهراً، ثم ترسله إلى هارفرد، ويعود الابن إلى المنزل، وهو بالتأكيد على استعداد لأن يكون ناشطاً يسارياً رائعاً، لكنه قد لا يتمكن من الحصول على وظيفة».في جلسة استماع في الكونغرس هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي تعرض لانتقادات بسبب خفض المساعدات الخارجية، إن الأمر لا يتعلق «بالقضاء على السياسة الخارجية الأميركية أو الانكماش نحو الداخل» بل بتحقيق أكبر مقدار من الفائدة للمساعدات تحت شعار «أميركا أولاً».(أ ف ب)