شراكات تعزز من دور مايكروسوفت في ريادة عصر الذكاء الاصطناعي

شراكات تعزز من دور مايكروسوفت في ريادة عصر الذكاء الاصطناعي

كشفت شركة مايكروسوفت هذا الأسبوع عن مجموعة من المنتجات الجديدة والشراكات المهمة مع شركات مثل «أوبن إيه آي» و«إنفيديا»، و«إكس إيه آي» التابعة لإيلون ماسك، وذلك خلال مؤتمرها السنوي «بيلد» (Build) الذي انعقد في مدينة سياتل الأميركية.

أسماء كبرى تصطف خلف مايكروسوفت

يشير هذا إلى مدى ارتباط مستقبل الذكاء الاصطناعي بمايكروسوفت، ويؤكد أن الشركة العريقة التي رغم تعثرها في عصر الهواتف الذكية، باتت اليوم في قلب سباق الذكاء الاصطناعي بفضل قيادة ساتيا ناديلا.
وقال ناديلا خلال كلمته في افتتاح المؤتمر: «الأمر لا يتعلق بأداة واحدة أو وكيل واحد أو شكل واحد فقط، نحن نصنع منصة مشتركة، أعتقد أن هناك شيئاً كبيراً سيخرج من هذا المسار الجديد».

شراكات قوية رغم الخلافات

رغم أن ماسك يقاضي مايكروسوفت بسبب شراكتها البالغة قيمتها نحو 14 مليار دولار مع أوبن إيه آي، فإنه أعلن اتفاقية تُتيح توفير نماذج الذكاء الاصطناعي من عائلة «غروك» التي تطورها إكس إيه آي على منصة أزور التابعة لمايكروسوفت، وقال خلال مشاركته في المؤتمر «أخبرونا بما تحتاجون، وسننفذه».كما أشار هوانغ، أمام أكثر من 3000 مشارك، إلى أن مايكروسوفت وإنفيديا تعملان معاً على بناء «أكبر حاسوب فائق مخصص للذكاء الاصطناعي في العالم»، بفضل دمج رقائق نفيديا المتطورة في مراكز بيانات مايكروسوفت.وفي السياق ذاته، قال ألتمان إن وكيل البرمجة «كوديكس» الذي تطوّره شركة أوبن إيه آي يتكامل بعمق مع أداة الذكاء الاصطناعي «كوبايلوت» التابعة لمايكروسوفت.

منصة الذكاء الاصطناعي الأولى

وصف كاش رانغان، المحلل في «غولدمان ساكس»، مايكروسوفت بأنها «زعيمة الذكاء الاصطناعي»، مضيفاً «هي المنصة الأساسية، والمحفّز، والمنسّق الذي يجعل النماذج تعمل.. إذا ربحت مايكروسوفت، سيربح الجميع معها».وفي هذا الصدد، أشار ناديلا إلى أن صناعة التكنولوجيا تشهد تحولاً جديداً في البنية الأساسية، شبيهاً بالتحول الذي أحدثه الإنترنت، وهو ما يعزز ثقة المستثمرين، إذ ارتفع سهم الشركة بنحو 6.8 في المئة منذ بداية عام 2025 حتى إغلاق يوم الجمعة، في وقت شهدت فيه أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى تراجعاً تحت تأثير رسوم ترمب الجمركية.ومع ذلك، تواجه مايكروسوفت بعض المخاطر، أبرزها تطلعات أوبن إيه آي لبيع خدماتها مباشرة للعملاء وتطوير منصتها الخاصة، ما قد يقلل من اعتمادها على مايكروسوفت.لكن محللي السوق يرون أن مايكروسوفت في موقع أفضل لتحقيق مكاسب فورية مقارنة بـ«أوبن إيه آي» التي لا تزال رؤيتها التجارية بعيدة المدى.واختتم رانغان من «غولدمان ساكس» بقوله، «استثمارات مايكروسوفت في أوبن إيه آي لا تُذكر أمام ما تحققه من عوائد.. لقد كانت هذه الأيام الثلاثة لحظة انطلاق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع».(فاينانشال تايمز)