منافسات الروبوتات في الصين: تجربة صعبة لمستقبل الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية

ليس مشهداً من فيلم خيال علمي، بل واقعاً من شرق الصين، يستعد روبوتان بشريان مزوّدان بتقنيات استشعار عالية وقدرات حركة متقدمة لدخول حلبة ملاكمة حقيقية هذا الأسبوع في مدينة هانغتشو ضمن مسابقة عالمية تنظّمها «مجموعة الصين للإعلام» (CMG) بالتعاون مع مؤسسات تكنولوجية محلية.
خضع الروبوتان المتنافسان من تطوير شركة «يوني تري روبوتيكس»، لتدريبات مكثّفة يومية، بما يشبه إعداد رياضيين محترفين، وتعرضاً لخدوش ورضوض في أثناء التجارب، لكنها لم تؤثّر في الأداء، بحسب مدير التسويق في الشركة، سون باويان، الذي أكد أن البنية الداخلية للروبوتات صُمّمت لتحمّل الصدمات الشديدة، مع حماية خاصة للعظام والمفاصل الاصطناعية.
في النزال، ستنفذ الروبوتات 8 حركات ملاكمة أساسية إلى جانب عدد من «الكمبوهات» المتقدمة مثل اللكمة الجانبية والضربة القاضية، ضمن بيئة عالية التحدي.لكن أهمية الحدث تتجاوز العرض البصري. فبحسب أحد مهندسي الشركة، غاو يوان فإن مثل هذه المنافسات تساعد على تحسين برمجيات التوازن والحركة، والتي يمكن بعد ذلك نقلها إلى روبوتات أخرى تعمل في البيوت أو المصانع، وقال «إذا تمكّن الروبوت من الحفاظ على توازنه بدقة في أثناء القتال، فهذا يعني أنه مستعد لخدمة الإنسان في الحياة اليومية ضمن بيئات أكثر تعقيداً».ويُذكر أنه في السنوات الأخيرة تسارعت وتيرة تطوير الروبوتات البشرية، لكن التحدي الأكبر كان دائماً في «الاختبار الواقعي». ورغم أن المصانع والمنازل الذكية باتت واقعاً، فإن المهام التي تتطلب توازناً عالياً واستجابة لحظية لا تزال صعبة على الروبوتات.الملاكمة هنا ليست مجرد عرض، بل أداة قياس لأكثر السيناريوهات تعقيداً، إذ تجمع بين الحركة السريعة، القوة الجسدية، والتنسيق اللحظي، وهي ظروف شبيهة بما قد يواجهه الروبوت داخل مصنع مزدحم أو حتى مطبخ منزلي. تتعلّم الروبوتات اليوم من البشر لتخدمهم غداً، وما نشهده في حلبة الملاكمة هو صورة مكثّفة لمستقبل لن يقتصر على الذكاء الاصطناعي في الشاشات، بل سيمتد إلى العضلات المعدنية والركلات الذكية في كل ركن من أركان حياتنا، وقد تبدأ القصة من الصين، لكنها حتماً ستصل إلى منازلنا عاجلاً أم آجلاً.