اللاعبان الكبيران أميركا والصين في صراع تجاري.. فمن يفوز؟

اللاعبان الكبيران أميركا والصين في صراع تجاري.. فمن يفوز؟

لم يكن الصراع بين أميركا والصين -أكبر اقتصادين في العالم- جديداً، لكنه دام سنوات طوال، حاول فيه الجانبان الخروج من التوترات بأقل خسائر، لكن لا يوجد رابح في نهاية الصرعات والمشاحنات، والكل خاسر باختلاف شكل الخسارة.
لكن هل حاولت الصين تسوية الصراع؟ الإجابة: لا، وحتى لم تتطرق الصين للتسوية، لكنها أطلقت رصاصة انتقامية في صدر أميركا بفرضها تعريفات جمركية نسبتها 84 في المئة.

قال خالد الخطيب محلل الأسواق في إيزي ماركتس، إن الصين هي التي ستوقع تنازلها في النهاية؛ فهي الطرف الأضعف في الحرب بسبب مشكلاتها الاقتصادية الداخلية، مثل التباطؤ الاقتصادي وأزمة الديون الداخلية وأزمة العقارات.أضاف «أتوقع أن الصين تقدم تنازلات أكبر في هذا الصراع للحفاظ على استقرار الاقتصاد داخلياً».ومن جهة أميركا لا تزال هي القوة الأعظم بالنسبة للاقتصاد العالمي، كونها صاحبة العملة المهيمنة على النظام المالي الدولي «الدولار»، بالرغم من أي تحديات في اقتصادها الحالي، حسب الخطيب.ولكن من ناحية أخرى، وفي رأي باحث في الاقتصاد الرقمي، محمد فتحي، أن الصين أشد تحملاً لهذه الحرب من أميركا، فيقول إن الصين ستتأثر في البداية بشكل كبير في حرب الرسوم الجمركية الحالية، لكن مع مرور الوقت سيكون لدى بكين القدرة على التكيف، كما أن لديها علاقات تجارية بمختلف دول العالم.تابع «بكين أكثر قدرة على تحمل هذه التأثيرات على المدى الطويل بسبب حجم اقتصادها المتنامي، وسعيها نحو الاكتفاء الذاتي، والقدرة على التحمل والتكيف بشكل أكبر مع الهزات الاقتصادية».

تميمة حظ للصين للمقاومة فترة أطول

على مستوى الدولي، لم تنخرط الصين في أي صراعات مع دول أخرى مثل أميركا التي تعادي الكل حالياً بسبب رسومها الكبيرة على معظم الدول تقريباً ما يجعل الصين صديقة لمن عادى أميركا.قال فتحي: «تتسم علاقات الصين بمن حولها من الدول بالإيجابية، كما أنها خالية من الصراعات بشكل أكبر من الولايات المتحدة؛ ما يجعل للمنتجات الصينية وجهة جديدة وبديلة عن الولايات المتحدة؛ ما يمثل فرصة سانحة لتجنب الخسائر الكبرى وتحقيق عائدات على المدى البعيد».منذ فترة ولاية ترامب الأولى ولم تهدأ الصراعات بينه وبين الصين واستكمل خليفته جو بايدن الصراعات حتى سلم بادين الراية لترامب.خلال كل تلك الفترة البالغة 6 سنوات حاولت الصين تقليل الاعتماد على السوق الأميركي وفتحت أسواقاً في دول أخرى مثل دول جنوب شرق آسيا والاتحاد الأوروبي.حتي فاقت الصادرات إلى دول جنوب شرق آسيا الصادرات الأميركية في آخر عامين لتبلغ في 2024 نحو 586 مليار دولار مقابل 525 مليار دولار لأميركا لتصبح الوجهة الأولى للصادرات وبعدها أميركا.أما الاتحاد الأوروبي فأمامه فرصة كبيرة ليحتل مركز أميركا كثاني وجهة للصادرات الصينية، إذ أصبحت الصادرات الصينية للاتحاد لا تتخلف سوى بفارق طفيف للغاية عن أميركا، وبلغت صادرات بكين إلى أوروبا نحو517 مليار دولار.ويرى الخطيب أنها تستطيع أن تكرر تلك الخطوة بنسبة كبيرة مع دول أخرى وتوسع أسواق صادراتها في آسيا وإفريقيا وأوروبا، لكن ستظل السوق الأميركية الأكثر استهلاكاً في العالم مهمة بالنسبة للصين ولها ثقلها.وعليه سيتأثر المنتج الأميركي مع تخفيف الطلب عليه نتيجة الرسوم الجمركية لصالح المنتج الصيني، بالرغم من أنه تحدٍّ في الجودة، حسب الخطيب.