مصر تتجه نحو التجارة العالمية عبر مشروع الربط بين آسيا وأوروبا

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانتها كمحور لوجستي بين قارتي آسيا وأوروبا، أعلنت مصر أنها تعمل على توسيع شبكتها للسكك الحديدية وربطها بمسارات التجارة الإقليمية، مع التركيز على إنشاء خطوط تربط بين موانئها الحيوية على البحر الأحمر والمتوسط، لتصبح قناة أرضية موازية لقناة السويس، تسرّع من تدفق البضائع وتقلل التكاليف.
وفي ما يتعلق بالممر الأوسع، أشار الوزير إلى أن بلاده تعمل بالتوازي مع دول أخرى في المنطقة، على تنفيذ خطوط سكك حديدية تستهدف الربط بين الشرق والغرب، ما يعزز فرص المنافسة على جزء من حركة التجارة العالمية التي تمر حالياً عبر الطرق البحرية.
وأوضح أن مصر لا تعتمد فقط على البنية التحتية الثابتة، بل تقدم حلولاً مرنة عبر شركة «الجسر العربي للملاحة»، التي تضم حالياً 13 سفينة قادرة على نقل البضائع بين الموانئ المصرية والسعودية والأردنية، بما يعزز التكامل بين النقل البحري والبري في إطار واحد.قد يعيد ربط السكك الحديدية بين آسيا وأوروبا عبر الأراضي المصرية رسم خريطة الحركة التجارية في الإقليم، ويقلل الاعتماد الحصري على قناة السويس، عبر تقديم بدائل برية سريعة لنقل الحاويات والبضائع.لا يتطلب المشروع فقط استثمارات ضخمة في البنية التحتية، بل يستلزم أيضاً تنسيقاً إقليمياً وتكاملاً بين شبكات النقل في الدول المجاورة، ما يجعله تحدياً جيوسياسياً بقدر ما هو لوجستي.ومع اقتراب مصر من الانتهاء من خطوط السكك الحديدية السريعة، تبقى الخطوة الحاسمة هي الربط العابر للحدود الذي قد يحوّل البلاد إلى «همزة الوصل» الفعلية بين الشرق والغرب، ويضعها في قلب مشهد التجارة العالمية الحديثة.