خبراء لـCNN الاقتصادية: الذكاء الاصطناعي يغير ملامح العالم ويبرز مكانة الإمارات على الساحة الدولية

تُنذر التطورات المتلاحقة في مجال الذكاء الاصطناعي بأن خارطة العالم سيُعاد رسمها خلال العقد الحالي ليكون لميزان صناعة الذكاء الاصطناعي النصيب الأكبر في رسم معالم هذه الخارطة.
ويقول محللون تحدثوا إلى CNN الاقتصادية، إنه بينما تترنح دول العالم بين القطبين المتصارعين، يخرج نموذج عربي واعد ومستقل مثل الإمارات ومن بعدها السعودية.
الذكاء الاصطناعي.. صراع أميركي صيني
تستثمر البلدان بشدة في الذكاء الاصطناعي لتهيئة نفسها لمستقبل قد يبدو مختلفاً، وتشير بيانات مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2025 إلى أن 20 دولة استثمرت 738 مليار دولار خلال الفترة من عام 2013 إلى 2024. وكانت الولايات المتحدة الأميركية الأكبر، إذ جمعت ما يقرب من نصف تريليون دولار من الاستثمارات الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي خلال الفترة من عام 2013 إلى عام 2024 لتكون الأولى عالمياً، وتأتي الصين بعدها مباشرة بنحو 119 مليار دولار.”تدرك كل من الصين وأميركا بأن مَن يسيطر على تقنيات الذكاء الاصطناعي يُهيّمن على العالم في العقود القادمة، لذلك لن يهدأ الصراع بينهم”، وفقاً لما يقوله جمال المحاميد، المدير التنفيذي لشركة بالميرا.ويقول باتريك لينش، المؤسس والمدير التنفيذي للتسويق الجزئي في broden.ai، إن أميركا تستغل هيمنتها في أشباه الموصلات المتقدمة، والبنية التحتية السحابية، والنماذج التأسيسية للحفاظ على سيطرتها على توجيه الذكاء الاصطناعي ونشره، وفي الوقت نفسه تدرك الصين أنها لا تستطيع الفوز باللعب وفقاً لقواعد الولايات المتحدة خاصة عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى الرقائق المتطورة من تايوان والشركات الغربية.وتسعى باكين إلى الاعتماد على الذات وبناء نماذج محلية، وتمويل شركات تصنيع الرقائق المحلية، واستكشاف أنظمة بيئية موازية لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الغربية، لينش.
بزوغ نجم الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي
في خضم هذا الصراع الشرس بين القوتين الكبيرتين يبرز نموذج الإمارات التي تسعى لصناعة الذكاء الاصطناعي من خلال توفير مراكز بيانات ضخمة، وفقاً لما يقوله جمال المحاميد.ويضيف أنه بينما تطلق السعودية أيضاً شركة Humain، بالإضافة إلى بناء نماذج ضخمة باللغة العربية، يشكّل هذا الطرح العربي طوق النجاة لكثير من دول المنطقة والعالم من الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي في نهوض الابتكار والازدهار لاقتصاداتها. ويعزّز هذا التوجه القوة الناعمة للخليج العربي ويفرض علاقات متينة مع العالم مبنية على مصالح استراتيجية مشتركة مع الدول المستفيدة من الطرح العربي، وفقاً للمحاميدوخلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة هذا الشهر، أعلنت الإمارات إطلاق مجمع الذكاء الاصطناعي الأكبر خارج الولايات المتحدة في أبوظبي.ويقول باتريك لينش، إن دولاً مثل الإمارات وغيرها من دول الخليج لديها بعض المزايا مثل الوصول إلى طاقة وفيرة ورخيصة وهو أمر بالغ الأهمية لحوسبة الذكاء الاصطناعي، والقدرة على تعبئة رأس المال والسياسات بسرعة لبناء قدرات استراتيجية.ويُشير إطلاق مجمع الذكاء الاصطناعي إلى تحولٍ في كيفية تشكيل تحالفات الذكاء الاصطناعي جيوسياسياً، بحسب لينش.وأضاف أن الإمارات لم تعد تستثمر في الحوسبة فحسب، بل تُرسّخ مكانتها مركزاً استراتيجياً لتطوير الذكاء الاصطناعي.ووفقاً لأيمن البناو، كبير مستشاري مركز كوروم للدراسات الاستراتيجية، فإن النموذج الذي تبنته دول الإمارات والسعودية يسمح لهما بأن يكونوا في وقت قياسي قوة مؤثرة إقليمياً أو حتى عالميا في صناعة الذكاء الاصطناعي.ويعتمد هذا النموذج على قيادة الحكومة للذكاء الاصطناعي استثمارياً مع وجود شركات تملكها الحكومة تحت رؤية محددة وواضحة تتبناها الدولة ويعمل الجميع في تحتها.ويضيف البناو أن هذا النموذج يحرر الشركات والأطراف العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في الدولة من ضغوط المتطلبات المالية وتأخر التشريعات ووجود فجوات النظام الاقتصادي للذكاء الاصطناعي وبالتالي تحقيق بيئة أفضل لتطور الصناعة.تتمثل رؤية الإمارات المُعلنة في أن تصبح رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031 من خلال استراتيجية الذكاء الاصطناعي والذي يشرف عليها مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية.وبحسب المؤسس والمدير التنفيذيbroden.ai فإن ما يلوح في الأفق ليس مجرد سباق تكنولوجي، بل تجزئة حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية، وبنيته التحتية، ونفوذه.ويضيف: «سوف يشكل هذا السباق العقد المقبل من القوة الاقتصادية والأمن القومي والسيادة الرقمية».