الصناعات الثقيلة في ألمانيا تواجه تحديات وBerlin تدعو لإنقاذ على المستوى الأوروبي.

الصناعات الثقيلة في ألمانيا تواجه تحديات وBerlin تدعو لإنقاذ على المستوى الأوروبي.

طالبت وزيرة الاقتصاد الألمانية الجديدة، كاثرينا رايش، المفوضية الأوروبية بالموافقة على خطة دعم طارئة موجهة إلى الشركات ذات الاستهلاك العالي للطاقة، مؤكدة أن بقاء الصناعات الثقيلة في ألمانيا يعد «مسألة سيادة» بالنسبة لأوروبا بأسرها.
وأضافت «النمو في ألمانيا ضروري لإعادة تحفيز النمو في أوروبا، والمفوضية الأوروبية اضطرت إلى خفض توقعاتها للنمو هذا العام، لذا يجب أن نبذل كل ما في وسعنا لجعل ألمانيا وجهة جاذبة للأعمال مرة أخرى».

أزمة طاقة ورسوم جمركية

تأتي تصريحات رايش في وقت تعاني فيه أكبر اقتصاديات منطقة اليورو من تباطؤ حاد، هو الأطول منذ الحرب العالمية الثانية، نتيجة أزمة الطاقة التي تفاقمت بعد التخلي عن الطاقة النووية والغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، فضلاً عن تحديات تنافسية من الصين ونقص العمالة محلياً.
وتلوح في الأفق تهديدات اقتصادية إضافية، أبرزها تعهد دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على واردات الاتحاد الأوروبي، ما قد يدفع ألمانيا نحو انكماش جديد هذا العام.ووعد الائتلاف المحافظ بقيادة المستشار فريدريش ميرتس بخفض تكلفة الكهرباء على الصناعات بما لا يقل عن خمسة سنتات لكل كيلوواط/ساعة من خلال تقليل الضرائب والرسوم على شبكات الكهرباء، ضمن جهود الحكومة الجديدة.كما أعلنت الحكومة نيتها تقديم تعرفة كهرباء مخفضة خاصة للصناعات كثيفة الاستهلاك مثل الصلب والزجاج والإسمنت والمواد الكيميائية.لكن هذا المقترح يواجه خطر الاصطدام بقواعد الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمساعدات الحكومية، والتي تهدف إلى منع الدول الأعضاء من توفير امتيازات غير عادلة لشركاتها، ومع ذلك، خُففت هذه القواعد بعد غزو روسيا لأوكرانيا، ما سمح للدول بدعم صناعاتها لمواجهة أسعار الغاز القياسية.وأكدت رايش الحاجة لتوسيع نظام تعويض الأسعار المرتبطة بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مشيرة إلى أن «الموافقة على هذه المساعدات أمر ضروري للإبقاء على هذه الصناعات في ألمانيا».وفي إشارة إلى توجه جديد في السياسة الألمانية تجاه الطاقة الأوروبية، أبدت رايش استعداداً للتعاون البناء مع فرنسا بشأن التقنيات النووية، وخاصة الاندماج النووي الذي لا يخلّف نفايات مشعة طويلة الأمد، على عكس الانشطار النووي.كما دعت إلى سياسة متوازنة تجاه الصين، قائلة «علينا تقليل اعتمادنا على المنتجات والمواد الخام الصينية تدريجياً، لكن في الوقت ذاته يجب الحفاظ على علاقة جيدة ومعقولة مع بكين، فالصين سوق ضخمة، وقوة اقتصادية وعسكرية، وشركاتنا تستثمر هناك بشكل كبير».

لا عودة للغاز الروسي

علّقت رايش بشدة على دعوات بعض السياسيين الألمان، بمن فيهم من حزبها، لإعادة تشغيل خطوط الغاز «نورد ستريم» مع روسيا، قائلة «العودة إلى الغاز الروسي؟ مع نظام يقصف كييف يومياً؟ هذا غير وارد إطلاقاً».وأضافت أن ألمانيا يجب أن تضاعف جهودها لتنويع مصادر الطاقة، مشيرة إلى أن «الاعتماد على الغاز الروسي كان سذاجة دفعنا ثمنها باهظاً».وفي ختام حديثها، تناولت رايش حالة القلق وعدم الاستقرار في الولايات الشرقية لألمانيا، معتبرة أن الاضطرابات السياسية والاقتصادية المتتالية  من الحقبة النازية إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية ثم إعادة التوحيد- خلقت شعوراً دائماً بعدم الاستقرار والخوف من فقدان الرفاهية.وتختتم الوزيرة تصريحها بتأكيد أن إنقاذ الصناعة الألمانية لا يخدم فقط الاقتصاد، بل يسهم في الحفاظ على الديمقراطية الأوروبية في وجه الأنظمة المنافسة.