إمستيل تُطلق أول مشروع لإنتاج إسمنت ذو انبعاثات كربونية منخفضة

إمستيل تُطلق أول مشروع لإنتاج إسمنت ذو انبعاثات كربونية منخفضة

في خطوة جديدة تعزّز ريادة دولة الإمارات في الصناعات الخضراء، أطلقت مجموعة إمستيل أول مشروع صناعي في المنطقة لإنتاج الإسمنت منخفض الكربون، في تعاون مع شركة ماجسورت الفنلندية، مستفيدة من التكامل بين وحدتي الحديد والإسمنت ضمن عملياتها. يأتي هذا الإنجاز تكاملاً مع الشراكة الاستراتيجية بين إمستيل ومصدر لإنتاج الحديد الأخضر باستخدام الهيدروجين النظيف، ما يُجسّد رؤية صناعية متكاملة لخفض البصمة الكربونية عبر سلاسل الإنتاج بالكامل
وقال المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة إمستيل، إن هذه المبادرات ليست مشاريع منفصلة، بل تمثّل منظومة متكاملة تقودنا نحو نموذج صناعي جديد يعتمد على الابتكار، ويحوّل كل ناتج إلى فرصة لتحقيق قيمة اقتصادية وبيئية في آنٍ واحد.من صناعة تقليدية إلى بنية تحتية مستدامة

في الوقت الذي تزداد فيه وتيرة المشاريع العقارية والبنية التحتية الكبرى في الإمارات، تبرز الحاجة المُلحّة إلى توفير مواد بناء تراعي أهداف الاستدامة والمناخ.. هنا يبرز دور الإسمنت منخفض الكربون كركيزة أساسية للمرحلة القادمة. وبالرغم من عدم توفر أرقام حول حجم الطلب على هذا النوع من المواد، فإن لإمارات، التي تستهدف الحياد المناخي بحلول عام 2050، تعتمد على الإسمنت مكوّناً محورياً في مشاريع النقل والطاقة والإسكان واللوجستيات، الأمر الذي يجعل إزالة الكربون من صناعة الإسمنت ضرورة وطنية لا خياراً تقنياً.ويُجسّد مشروع إمستيل هذه الرؤية من خلال تحويل نفايات الحديد إلى مادة أولية لإنتاج إسمنت أقل تلويثاً دون التأثير في الجودة أو الكفاءة الإنشائية. ومع إنشاء خط إنتاج متكامل في مصنع العين، ستتمكن شركة إسمنت الإمارات التابعة للمجموعة من تلبية الطلب المتزايد محلياً على مواد بناء صديقة للبيئةمن الحديد الأخضر إلى الإسمنت الخالي من الكربونيعتمد المشروع الجديد على استخدام خبث الحديد (الناتج الثانوي من صناعة الصلب) كمادة خام لإنتاج الكلنكر والإسمنت. وتم اختبار جدوى هذا النموذج في مصنع العين باستخدام 10 آلاف طن من مواد مزيلة للكربون طُوِّرت داخل الشركة.وتهدف إمستيل من خلال هذه المبادرة إلى تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من النطاق الأول (Scope 1) ضمن عمليات الإسمنت.وتُشكّل هذه الخطوة امتداداً مباشراً لمشروع الحديد الأخضر الذي تنفذه إمستيل بالتعاون مع مصدر، حيث يُنتج الحديد عبر الاعتماد على الهيدروجين الأخضر بدلاً من الفحم أو الغاز الطبيعي، ما يؤدي إلى خفض الانبعاثات من النطاق الثاني والثالث (Scope 2 & 3) ويُتيح الربط بين المشروعين تحويل البقايا الناتجة عن إنتاج الحديد الأخضر إلى مدخلات في صناعة أسمنت مستدام. وهو ما يُشكّل نموذجاً متقدماً للاقتصاد الدائري الصناعي على مستوى المنطقة.ويُعدّ هذا التكامل بين الحديد الأخضر والإسمنت منخفض الكربون بمثابة مسار استراتيجي لإمستيل لتحقيق أهدافها بخفض انبعاثات الحديد بنسبة 40%، والإسمنت بنسبة 30% بحلول 2030، مقارنة بمستويات عام 2019، كما يعكس التزامها بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.وتسعى إمستيل من خلال دعم القابضة (ADQ) التي تمتلك حصة الغالبية فيها إلى توسيع نطاق هذه المبادرات لتُشكّل أساساً لصناعات تصديرية مستدامة، تواكب أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة مشروع 300 مليار، وترسّخ مكانة الإمارات مركزاً صناعياً رائداً منخفض الكربون، من الحديد إلى الإسمنت، ومن الطاقة النظيفة إلى مواد البناء الصديقة للبيئة.يذكر أن إمستيل تتخذ من إمارة أبوظبي مقراً لها، وتدير 16 مصنعاً متطوراً بطاقة إنتاجية سنوية إجمالية تبلغ 3.5 مليون طن من الحديد الصلب، و4.6 مليون طن من الإسمنت سنوياً، لتكون ضمن أبرز المساهمين في إنجاز كبرى المشاريع الإنشائية في دولة الإمارات.