صفقة «نيبون ستيل» و«يو إس ستيل»: تساؤلات بشأن الجدوى والتمويل

تساءل المستثمرون والمحللون عما إذا كانت صفقة شركة نيبون ستيل البالغة 15 مليار دولار لشراء شركة يو إس ستيل، التي يدعمها الرئيس دونالد ترامب ولكنه لم يوافق عليها بعد، إيجابية على المدى القريب، حتى لو تحققت آمالها في طلب أميركي قوي.
وصرّح ترامب الأسبوع الماضي بأن «الشراكة المخطط لها» ستوفّر ما لا يقل عن 70 ألف وظيفة وتضيف 14 مليار دولار إلى الاقتصاد الأميركي من خلال الاستثمارات الإضافية لشركة نيبون ستيل.
كيف تجمع نيبون ستيل مبلغ الاستحواذ؟
لم تستبعد شركة نيبون ستيل إصدار أسهم جديدة لتمويل عملية الاستحواذ، وفقاً لما صرّح به نائب رئيس مجلس الإدارة، تاكاهيرو موري، في ديسمبر كانون الأول، بعد أن جمعت بالفعل بعض الأموال من خلال التمويل الهجين وبيع الأصول.
وقالت فيونا دويتش، المحللة الرئيسية في المركز الأسترالي للمسؤولية المؤسسية: «إذا تم إصدار الأسهم الجديدة، فسيكون من حق المستثمرين التساؤل: هل هذا هو أفضل استخدام ممكن لرأس المال في الوقت الحالي؟».وأضافت دويتش، التي تمتلك مجموعتها الناشطة في مجال المناخ أقل من 1 بالمئة من أسهم نيبون ستيل، أن الشركة تعهدت باستثمار يصل إلى 4 مليارات دولار في فرن صهر جديد يعمل بالفحم.وأوضحت أن هذه الخطة، وهي جزء من التزام استثماري أوسع بقيمة 14 مليار دولار، تأتي «في وقت يتحول فيه قطاع الصلب العالمي نحو بدائل منخفضة الكربون».وكشفت نيبون ستيل عن الصفقة في أواخر عام 2023، وعرضت 55 دولاراً أميركياً لكل سهم من أسهم يو إس ستيل، بعلاوة 40 بالمئة في ذلك الوقت.وقال مستشار للمستثمرين المؤسسين في استراتيجيات شركة نيبون ستيل: «هناك العديد من الآثار السلبية المباشرة، على الرغم من أن الأثر طويل الأجل قد يكون إيجابياً».وأشار المستشار إلى أن تخفيض قيمة السهم رادع إضافي، إلى جانب سعر العرض المرتفع والتزامات الاستثمار الإضافية.وقال شينيتشيرو أوزاكي، كبير المحللين في دايوا للأوراق المالية: «على المدى القصير، هناك مخاوف بشأن التمويل».ونظراً لأن يو إس ستيل أعلنت خسارة صافية للفترة من يناير إلى مارس آذار، فقد يقلق سوق الأسهم بشأن احتمالية تحقيق عائد قصير الأجل على الاستثمار.
أهمية الصفقة لنيبون ستيل
دفعت توقعات ضعف الطلب المحلي شركة نيبون ستيل، أكبر شركة لتصنيع الصلب في اليابان، وشركات أخرى إلى التطلع إلى التوسع الخارجي، مع دراسة إغلاق بعض أفران الصهر محلياً.وعليه يُعد الصلب الأميركي عنصراً أساسياً في تحقيق شركة نيبون ستيل هدفها المتمثل في زيادة طاقتها الإنتاجية العالمية إلى أكثر من 100 مليون طن سنوياً، من 63 مليون طن حالياً، حيث تسعى إلى الاستفادة من الطلب في الهند والولايات المتحدة.يتمتع كلا السوقين بحماية نسبية من صادرات الصلب الضخمة من الصين، أكبر منتج في العالم، بفضل الإجراءات الحمائية التي اعتمدتها، مثل الرسوم الجمركية.
تأثير الرسوم الجمركية
في مارس، حذّر رئيس شركة نيبون ستيل، تاداشي إيماي، الذي يرأس أيضاً اتحاد الحديد والصلب الياباني، من أن الرسوم الجمركية الأميركية على السيارات والصلب قد تخفّض إنتاج اليابان السنوي من الصلب بملايين الأطنان إلى أقل من 80 مليون طن.قال أليستير رامزي، نائب رئيس شركة ريستاد إنرجي، إن ملكية شركة يو إس ستيل قد توفر حماية لشركة نيبون ستيل من تأثير الرسوم الجمركية على العمليات غير الأميركية. وأضاف: «إذا بدأ الطلب الأساسي في الولايات المتحدة بالتعافي واستمر في التعافي، فإننا نتوقع أن يؤتي الاستثمار ثماره في الوقت المناسب، بغض النظر عن مدة الرسوم الجمركية». وتابع: «لكن هذا أمر مستبعد، بالنظر إلى مدى انكماش السوق الأميركي على مدى السنوات القليلة الماضية، ناهيك عن هذا القرن».ومن المتوقع أن يرتفع استهلاك الصلب في الولايات المتحدة بنسبة 2 بالمئة هذا العام بعد انخفاضه بنسبة 1.5 بالمئة عام 2024، وفقاً لشركة وورلد ستيل.ومن المتوقع أن يتحدث ترامب عن الصفقة خلال تجمع حاشد يوم غد في مصنع يو إس ستيل في بنسلفانيا.