رئيس قسم التحقيقات في الجرائم المالية بـ«بينانس»: الاحتيال الرومانسي من أبرز أساليب المخادعين.

عمليات الاحتيال بالعملات المشفرة أصبحت أمراً شائعاً للغاية، ففي عام 2024 وحده وصلت المسروقات إلى إجمالي 9.9 مليار دولار على الأقل، على الرغم من أن الرقم قد يرتفع إلى مستوى قياسي يبلغ 12.4 مليار دولار بمجرد توفر المزيد من البيانات، وفقاً لما نشرته شركة «تشايناليسيس» المتخصصة بمجال تعقب العملات المشفرة.
الاحتيال الرومانسي
وأضاف «يمكنني القول إن هذه هي مخططات الاحتيال الرئيسية التي نراها اليوم». كيف تتم عملية غسل الأموال المنهوبة بالكريبتو؟ قال أندرسون «تقليدياً يحاول المجرمون غسل أموالهم المشبوهة أو تلك المرتبطة بعمليات غير مشروعة مرتبطة على سبيل المثال بأنشطة سوق الشبكة المظلمة من خلال خدمات مركزية لأنهم يريدون تحويل العملات المشفرة إلى عملات ورقية وكانت هناك عدة طرق للقيام بذلك بحيث يمكنهم الاستفادة من منصات التداول التي لا تفرض أي ضوابط لمعرفة هوية العميل أو مكافحة غسل الأموال أو استخدام عمليات الخلط».وتابع «ما نراه حالياً هو أن المجرمين غالباً ما يستخدمون عمليات مبادلة العملات.. فهم على سبيل المثال يحوّلون بيتكوين إلى رمز مميز آخر على سلسلة بلوك تشين أخرى ثم يعيدونه إلى سلسلة أخرى أيضاً ما يجعل تتبعها أكثر صعوبة ولكنه في الوقت نفسه ليس أمراً مستحيلاً». ورداً على سؤال حيال إمكانية تتبع واسترجاع هذه الأموال، قال «نستطيع تتبع جميع الأموال التي يتم نقلها لكن غالباً ما تكون المشكلة في معرفة مصدرها، وهو الأمر الذي يجعل من الصعب الاستيلاء عليها لأنها -على سبيل المثال- لا تزال موجودة في مكان ما على البلوك تشين وليس على منصة تداول معينة».وأضاف «على سبيل المثال إذا تعرض عميل للاحتيال فإنه عادةً ما يرسل الأموال إلى عنوان عملة مشفرة يحصل عليه معتقداً أنها من مشروع استثماري ثم يقوم المحتالون بنقل تلك الأصول المشفرة إلى عناوين أخرى ثم يحاولون في مرحلة ما إخفاءها حيث يحاولون خلطها مع عناوين أخرى شرعية، ومع ذلك لا تزال هذه المعاملات جميعها قابلة للتتبع على البلوك تشين من قبل (تشايناليسيس وإليبتيك) على سبيل المثال وأيضاً معرفة مصدرها». لكنه أشار إلى أنه نظراً لاختلاطها المتزايد مع أموال مختلفة يصبح التتبع أكثر صعوبة، لكن هذا لا ينفي أن المراقبين ذوي الخبرة يبقى بإمكانهم تتبع الأموال وبمجرد تحويلها إلى منصة تداول معينة عندها يمكن لجهات إنفاذ القانون مصادرتها أو حتى اتخاذ إجراءات ضد تلك الأموال وتجميد الحسابات ثم محاولة إعادتها إلى المستخدمين. أندرسون لم ينفِ أن المشكلة الأكبر تكمن في أنه ليس كل عمليات غسل الأموال تتم عبر منصات تداول مركزية، لذا حتى مع تتبعها ومعرفة مصدرها تبقى الخطوة التالية هي تحويل الأموال إلى عملات ورقية أو أنواع أخرى من العملات عبر منصات التداول المركزية، والصعوبة تكمن في أن هذه المعاملات لا تحدث دائماً في الوقت نفسه، لذلك ليس سهلاً أبداً استرجاع الأموال المسروقة في غالبية الحالات المماثلة.