الحرب التجارية لترامب تكبد الشركات العالمية أكثر من 34 مليار دولار.

الحرب التجارية لترامب تكبد الشركات العالمية أكثر من 34 مليار دولار.

أظهرت تحليلات مستندة إلى إفصاحات الشركات، أن الحرب التجارية التي شنَّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلّفت الشركات أكثر من 34 مليار دولار نتيجة تراجع المبيعات وارتفاع التكاليف.

شركات كبرى تخفض توقعاتها بسبب الغموض الجمركي

عبر الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا، خفّضت شركات كبرى مثل أبل، وفورد، وبورشه، وسوني توقعاتها للأرباح، بينما أكد معظمها أن الطبيعة المتقلبة لسياسات ترامب التجارية جعلت من الصعب تقدير التكاليف بدقة.

تقديرات محدودة.. والتأثير الحقيقي أكبر بكثير

ويقول جيفري سوننفيلد، أستاذ الإدارة في جامعة ييل، إنه يمكنك مضاعفة الرقم مرتين أو ثلاث، وسنظل نؤكد أن حجم الأثر أكبر مما يتخيله الناس.وأشار إلى أن التداعيات قد تكون أسوأ بسبب تراجع إنفاق المستهلكين والشركات، وارتفاع التوقعات التضخمية.

توقف مؤقت في الحرب التجارية.. والغموض مستمر

رغم التهدئة الأخيرة بين واشنطن وبكين، وتراجع ترامب عن فرض رسوم جديدة على أوروبا، لا يزال الشكل النهائي لاتفاقيات التجارة غير واضح، وفي خطوة مفاجئة، أصدرت محكمة أميركية قراراً بتجميد تنفيذ بعض الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.في هذا السياق غير المستقر، تسعى الشركات إلى تعزيز سلاسل التوريد، وتقريب خطوط الإنتاج، واستكشاف أسواق جديدة، ما يعني تكاليف تشغيل أعلى.

تقلب في التوقعات وسحب التوجيهات المستقبلية

مع قرب انتهاء موسم إعلان النتائج الفصلية، كشفت رويترز أن 42 شركة على الأقل خفّضت توقعاتها المالية، بينما علّقت أو سحبت 16 شركة توجيهاتها المستقبلية.فمثلاً، امتنعت شركة وولمارت عن تقديم توقعات ربع سنوية وأعلنت نيتها رفع الأسعار، ما أثار انتقادات ترامب. أما شركة فولفو التي تُعد من أكثر شركات السيارات الأوروبية تضرراً من الرسوم الأميركية، فسحبت توقعاتها لعامين كاملين، بينما قدمت يونايتد إيرلاينز توقعين مختلفين بسبب الغموض في البيئة الاقتصادية.

ترامب: الرسوم ستعيد الوظائف إلى أميركا

دافع ترامب عن سياساته قائلاً إن الرسوم الجمركية ستقلّص العجز التجاري الأميركي، وتجبر الشركات على نقل عملياتها إلى الداخل، ما يعيد الوظائف إلى البلاد، كما أشار إلى أن الضغط الجمركي سيجبر دولاً مثل المكسيك على وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات إلى الولايات المتحدة.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي إن الإدارة أكدت باستمرار أن الولايات المتحدة تملك أوراق القوة لإجبار شركائها التجاريين على تحمّل تكلفة الرسوم، موضحاً أن الشركات تواجه المستقبل دون رؤية واضحة بسبب الرسوم الجمركية

القطاعات الأكثر تضرراً.. السيارات والطيران والسلع الاستهلاكية

من المتوقع أن ينمو صافي أرباح شركات مؤشر S&P 500 بنسبة 5.1 في المئة لكل ربع من أبريل حتى ديسمبر، مقارنة بنسبة 11.7 في المئة خلال الفترة نفسها من العام السابق.كانت شركات السيارات والطيران ومستوردو السلع الاستهلاكية من بين الأكثر تضرراً من سياسات الرسوم الجمركية، فقد ارتفعت الرسوم على المواد الخام وقطع الغيار، بما في ذلك الألومنيوم والإلكترونيات، ما أدى إلى زيادة تكلفة تجميع السيارات، خصوصاً في ظل سلاسل التوريد العالمية المتشعبة.كما أن نقل خطوط الإنتاج إلى داخل الولايات المتحدة لا يُعد حلاً سهلاً، إذ يؤدي ذلك إلى ارتفاع كبير في تكاليف العمالة.

خسائر ضخمة لكبرى الشركات

شركة كيمبرلي كلارك، المصنعة لمناديل «كلينيكس»، خفّضت توقعاتها السنوية للأرباح الشهر الماضي، وأعلنت أنها ستتحمّل تكاليف إضافية تُقدّر بنحو 300 مليون دولار هذا العام، نتيجة ارتفاع تكاليف سلسلة التوريد بسبب الرسوم الجمركية.وبعد أيام، كشفت الشركة عن نيتها استثمار ملياري دولار خلال خمس سنوات لتوسيع طاقتها الإنتاجية داخل الولايات المتحدة، وهو رقم لم يُدرج في حصيلة الخسائر التي جمعتها وكالة رويترز.

قطاع المشروبات الكحولية يتأثر أيضاً

هذا الاتجاه لم يقتصر على «كيمبرلي كلارك»، بل انضمت إليه شركات مثل آبل وإيلاي ليلي اللتين أعلنتا في وقت سابق من هذا العام عن خطط استثمارية جديدة داخل الولايات المتحدة.شركة دياجيو المالكة لعلامات «جوني ووكر» للويسكي و«دون خوليو» للتيكيلا، أعلنت مطلع هذا الشهر عن خطط لخفض 500 مليون دولار من التكاليف وتنفيذ عمليات بيع أصول كبيرة بحلول 2028. يأتي ذلك في ظل رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة على واردات من بريطانيا والاتحاد الأوروبي، والتي تتوقع الشركة أن تُلحق بها خسائر تشغيلية سنوية تُقدّر بـ150 مليون دولار.