ألمانيا قد تطلب من الولايات المتحدة استرداد احتياطي الذهب لمواجهة قضايا الرسوم الجمركية.

ألمانيا قد تطلب من الولايات المتحدة استرداد احتياطي الذهب لمواجهة قضايا الرسوم الجمركية.

منذ الحرب الباردة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، أصبح البنك الفيدرالي الأميركي مكاناً آمناً لاحتياطيات ألمانيا للذهب، ولكن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب شكلت شكوكاً على استقلالية الفيدرالي في ظل هجوم ترامب المتكرر على رئيسه جيروم باول، ورسوم أميركا الجمركية التي أنشأت توترات بين الدولتين.
يمتلك البنك المركزي الألماني (بوندسبنك) ثاني أكبر مخزون من الذهب في العالم، إذ يبلغ 3352 طناً، ويُخزّن ثلث هذا المخزون في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، والباقي مقسم بين البنك المركزي الألماني (بوندسبنك) في فرانكفورت، وبنك إنجلترا في لندن.

تاريخ اعتماد ألمانيا على الفيدرالي

راكمت ألمانيا معظم ذهبها خلال طفرة صادراتها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وكانت الميزة الرئيسية لتخزين بعضه في نيويورك خلال الحرب الباردة هي إبقاؤه على مسافة آمنة من روسيا في حال وقوع غزو.

وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي، أعاد البنك المركزي الألماني 300 طن من الذهب من نيويورك بين عامي 2014 و2017، قائلاً إنه يريد «بناء الثقة في الداخل».لكن غزو روسيا لأوكرانيا، وما يمثله من تهديد ضمني لبقية أوروبا، من المرجح أن يُعقّد الحسابات الجيوسياسية الألمانية مجدداً.وكانت هذه الاحتياطيات محلّ تدقيق من حين لآخر في الماضي، وقد تبنى حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني دعواتٍ لإعادة ذهب البلاد إلى الوطن.

محاولات لإعادة الذهب لألمانيا.. والسبب ترامب

أثارت انتقادات ترامب المتكررة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي تنتهي ولايته بعد عام، بعض المخاوف بشأن استقلال الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل والتزاماته طويلة الأمد تجاه شركائه.أرسل اتحاد دافعي الضرائب الألماني هذا الأسبوع رسائل إلى البنك المركزي الألماني ووزارة المالية يدعوهما فيها إلى إعادة الذهب المُخزّن في الولايات المتحدة.قال مايكل ييغر، نائب رئيس اتحاد دافعي الضرائب: «يريد ترامب السيطرة على الاحتياطي الفيدرالي، ما يعني أيضاً السيطرة على احتياطيات الذهب الألمانية في الولايات المتحدة»، وأضاف: «إنها أموالنا، وتجب إعادتها».وقال ماركوس فيربر، العضو المؤثر في البرلمان الأوروبي عن الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم في ألمانيا، إن الولايات المتحدة «لم تعد الشريك الموثوق الذي كانت عليه في السابق».وقال: «ترامب متقلب المزاج، ولا يُمكن استبعاد أنه سيطرح يوماً ما أفكاراً إبداعية حول كيفية التعامل مع احتياطيات الذهب الأجنبية، ويجب أن تعكس سياسة البنك المركزي الألماني تجاه احتياطيات الذهب الحقائق الجيوسياسية الجديدة».كما بثت قناتا زيد دي إف وإيه آر دي الحكوميتان مؤخراً تقارير تتساءل عن مدى أمان الذهب الألماني في نيويورك.

موقف المركزي الألماني من استعادة الذهب

وأكد البنك المركزي الألماني أن الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك لا يزال «موقعاً مهماً لتخزين» ذهبه، وقال: «لا شك لدينا بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك شريك جدير بالثقة ويُعتمد عليه لتخزين احتياطياتنا من الذهب».وأحالت وزارة المالية الألمانية استفسارات رويترز بهذا الشأن إلى البنك المركزي، مؤكدةً استقلالية البنك المركزي الألماني.ويأتي ذلك بسبب أنه قد يعتبر أي تلميح إلى أن ألمانيا تفكر في نقل الذهب من نيويورك حساساً سياسياً، إذ قد يُفسر على أنه انعدام ثقة في الاحتياطي الفيدرالي واستقلاليته. ومن جهته شدد البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي على ثقته بالاحتياطي الفيدرالي كشريك موثوق. وقال فريتز غينتسلر، المتحدث باسم الحزب الديمقراطي المسيحي في البرلمان الألماني، إنه لا يوجد لديه سبب لعدم الثقة بالاحتياطي الفيدرالي، ولكن على البنك المركزي الألماني مواصلة «التفتيش الدوري على مخزونات» الذهب.وأكد البنك المركزي الألماني أنه يجري اختبارات عينات منتظمة، ويفحص 13 بالمئة من مخزونات الذهب في نيويورك على مر السنين.(رويترز)